هل العالم مُلون؟!
ويزيد ربنا في كرمه فيجعل هذه الألوان ليست مجرد تمييزًا بين الأشياء؛ بل جعلها مبهجة، حيث تُأنس أنفسنا وعالمنا ولا نشعر فيه بالوحشة.
انظر حولك وأنت في متنزه، وجدت العالم بما فيه من طيور وزهور بألوان رائعة، إنه حقًا عالم رائع!
لكن تمهل! هل تظن أن ما ترى من ألوان هو كامن فيما تراه؟!
أبدًا؛ فما تراه -فيزيائيًا- لا يتعامل إلا مع موجات كهرومغناطيسية بترددات مختلفة، تنعكس عليها فتدخل عينيك،
فستثير تلك الموجات خلايا شبكية عينك، لتنتج نبضات عصبية مختلفة؛ مجرد تيار كهربي لا ألوان أيضًا فيه،
تذهب إلى مركز الرؤية في المخ، هنا؛ وهنا فقط تبدأ عملية تلوين الكون في مخك.
إن المخ يترجم النبضات العصبية المختلفة إلى شيء آخر، شيء إنسانيٍ بحت، اسمه الألوان!
نعم، فلا وجود حولك إلا لعالم لا لوني؛ لا يعرف ما الألوان تلك، والألوان ما هي إلا هبة إلهية وضعها الخالق في
مخك، حتى تميز بين الأشياء المرسلة لموجات بترددات مختلفة.
كم أنت كريم يا ربي، ويزيد ربنا في كرمه فيجعل هذه الألوان ليست مجرد تمييزًا بين الأشياء؛ بل جعلها مبهجة
حيث تُأنس أنفسنا وعالمنا ولا نشعر فيه بالوحشة.
الحمد لله رب العالمين.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك، وأتوب إليك.
اللهم لا تجعلني جسرًا يعبرُ الناسُ عليه إلى الجِنان، ثم يُلقى بهِ في قعرِ النيران.
أحمد كمال قاسم
كاتب إسلامي
- التصنيف: