الإلحاد، والحَول الفكري
يذكرني موقفهم الفكري هذا بمن يعيش على جزيرة وسط البحار المتلاطمة الأمواج ، ثم في يوم من الأيام وجد بعض الحفر في الجزيرة، فاستنتج أنها عيبًا ولم يخطر بباله أنها قد تكون لحكمة عظيمة
مشكلة الملحدين العرب الأساسية هي ما اسميه بــ (الحول الفكري)، فَهُم بدأوا بعدم رضاهم عن دينهم، لسبب أو آخر، أو عدم اتفاق بعض ما يرونه في الحياة مع فهمهم الخاص للدين، فبدلًا من أن يَشْكُّوا في فهمهم لدينهم، أو في صحة دينهم، أو حتى في صحة قضية الدين كلها، أو في أسوأ الاحتمالات في صفات من أنزل الدين (الخالق)، شَكُّوا في وجود الخالق نفسه.
مع أن النظرة الواسعة العميقة للكون تُلزم العاقل بالتسليم بوجود الخالق، بغض النظر عن موقفه من قضية الدين، أو استنتاجه لصفات الخالق.
يذكرني موقفهم الفكري هذا بمن يعيش على جزيرة وسط البحار المتلاطمة الأمواج ، ثم في يوم من الأيام وجد بعض الحفر في الجزيرة، فاستنتج أنها عيبًا ولم يخطر بباله أنها قد تكون لحكمة عظيمة، وهو لا يعلم.
فبدلًا من أن يبحث في كون هذه الحفر عيبًا يهدد الجزيرة، أم هي لحكمة هامة في الجزيرة، أم أنه يتوهم وجودها وهي غير موجودة! سارع وقفز في البحار المتلاطمة بحجة أنه سيفكر بشكل أفضل فيما سماه (الحقيقة) وسط أمواج البحار المُهلكة.
اللهم اهدنا الصراط المستقيم.
والله أعلم.
أحمد كمال قاسم
كاتب إسلامي
- التصنيف: