قضايا الحاكمية تأصيل وتوثيق - (50) المنشور الأخير في هذه السلسلة، تنبيهاتٌ، وخاتمة

منذ 2014-12-10

هذه السلسة؛ محاولة فقط؛ لمساعدة إخواننا لفَتح باب هذه القضايا، ولا أدَّعي لنفسي فيها؛ رَشَدًا ولا كمالًا، ولا زال بلا شكّ؛ يُعْوذها ضبطٌ وإتقان، فإن تَجِد عَيبًا؛ فسُدَّ الخَللَ، جلَّ مَن لا عَيبَ فيه وعلَا.

أولًا: لله الحمدُ والمِنَّة؛ على إتمام نعمتِه وفضلِه، وكَرمِه وطَولِه، أن أحيانًا بخيرٍ؛ لإتمام هذه السلسلة القصيرة، في الحاكمية وقضاياها.

ثانيًا: لم يكن هدفي منها؛ الاستقصاءُ والتفصيل الدقيق؛ لكل مسألةٍ أو قضية، بل المرور السريع على الأبواب، دون تَقصُّد التدقيق الحاذق.

ثالثًا: لم تكن وِجهتِي فيها؛ القول والقول الآخر، وعرض الشُبهات وتفنيدها، إنما فقط؛ أُقرّر الحقَّ الذي أعتقد وأُرجّح، وأدلّل عليه من كلام أهل العلم.

رابعًا: لمَّا كانت الأدلة كتابًا وسُنة؛ مُتجاذبة الدِلالة، وتحتاج إلى ترجيحاتٍ وسَرد؛ مما يجعل السلسلة أشبَه بتفسير آيات، وشُروح أحاديث؛ فنَخرج بذا عن المقصود؛ لم أجعلها العُمدة في المنشورات، ورَكَّزتُ على نُقول أهل العلم، وأقوالهم، مَعزُوَّة إلى مصادرها الأصيلة.

خامسًا:قد أنقُل بعضَ النُقولات؛ عمَّن يُظنّ أنه من المُخالفِين في هذا الباب، وغَرضي من ذلك: إظهار ما طَمس المداخِلة؛ من علمٍ يَخصّ المسألة عند هؤلاء العلماء، فيكون أدعَى لمُحاجّتهم، وأظهر لتدليسِهم، وعدم أمانتهم.

سادسًا: حينما أنقُل عن عالِمٍ قولًا؛ فإنما أنقُل ما يَشهد للمسألة نفسها، دون النظر لترجيح هذا العالِم، فقد ينقُل أقوالَ مَن سَبقَه؛ إنصافًا للعِلم، فأنقلُها وأعضّد بها الحُجَّة، وأحكيها عنه من باب التوثيق والأمانة فحَسْب.

سابعًا: هذه السلسلة؛ قد ضَمّنتُها أقوالَ أئمة أهل العلم؛ المَشهود لهم، باتِّبَاع السُّنة والأثر، من الصحابة والتابعين، ومَن تَبعهم بإحسانٍ؛ من كلّ مَذهبٍ من المذاهب المُعتبَرة، وما كان أنزلَ درجةً؛ فقد ذَكرتُه استئناسًا.

ثامنًا: بدعواتِكم الطيِّبة؛ يُيسّر اللهُ بفضلِه؛ خروج كتابي قريبًا في الحاكمية، وأخواتها من القضايا الشائكة، والتي هي من العِلم المَقبُور، الذي أريدَ له؛ النسيان والمَوت، وما هذه السلسلة؛ إلَّا بعضُ رُؤوس أقلامِ هذا الكتاب.

تاسعًا: مَذهبي الذي أتديُّن لله به؛ هو ما عليه أهلُ السنَّة والجماعة، من لُزوم الأثَر الأوَّل، واتباع الحُجَّة والدليل، في التعلّم والاستدلال والتلقِّي، دون تَعصُّبٍ لشَخصٍ ولو كان شَيخي، ودون وَلاءٍ لجماعةٍ بعينها، أو فِرقة؛ إلَّا جماعة المسلمين، فلها وَلائي، ولكل من انتسَب إليها؛ على قدْر نُصرتِه للحقّ، واعتصامِه به، وعدائي له؛ على قدْر بُعده من ذلك، وأُوقّر علماء الأمّة، أرجو اللهَ لمُحسِنهم؛ الأجرَ والثواب، وأعتذر إلى الله؛ من زَلَّات مَن زلّ، وأبراُ إلى الله مِن كلِّ مَن تدثَّر بزِيّهم، فنَافَق ودَاهَن، وكتَم العلمَ "والحقّ.

عاشرًا: هذه السلسة؛ محاولة فقط؛ لمساعدة إخواننا لفَتح باب هذه القضايا، ولا أدَّعي لنفسي فيها؛ رَشَدًا ولا كمالًا، ولا زال بلا شكّ؛ يُعْوذها ضبطٌ وإتقان، فإن تَجِد عَيبًا؛ فسُدَّ الخَللَ، جلَّ مَن لا عَيبَ فيه وعلَا.

وأخيرًا: فقريبًا إن شاء الرحمن؛ سيَجمعُ بعضُ إخواننا؛ منشوراتِ هذه السلسلة الخمسين، ويُنسّقُونها بطريقةٍ طيِّبة، ثُم يتمّ دَمجُها في مَلفٍّ واحد، ونَرفعُه ها هنا بإذن الرحمن، مع العلم؛ بأنَّ السلسلة كاملةً؛ مَنشورة على صفحتي الخاصة بموقع طريق الإسلام، ومِن نافلة القول؛ أن زُوَّارها على الموقع؛ قد أتمُّوا عشرةَ آلاف إلى الآن، جعلهُم الله حُجَّةً لي لا عليَّ.

وختامًا:

جزاكم الله عني خيرًا؛ إخواني أهل الإيمان والإحسان، وشكرًا لكم تحمّلكم إيَّاي، وصبرَكم عليَّ، فأنتم أهلٌ لكل فضيلة، ومنكم بعد الله؛ أستمدُّ البذلَ والعطاء، ولنا موعدٌ مع سلاسل جديدة إن شاء الرحمن.

والحمدُ لله على التَّمام.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو فهر المسلم

باحث شرعي و أحد طلاب الشيخ سليمان العلوان حفظه الله

المقال السابق
(49) إرجاءُ الجامِيَّة وأذنابِهم؛ جَهلٌ بالشَّرع، مردودٌ بالكتاب والسُنَّة والإجماع