خمس نقاط متعلقة بتهنئة النصارى بأعيادهم
يتساءل البعض: زميلي في العمل أو جاري نصراني، وهو لطيف في التعامل معي ويهنئني في عيد الفطر وعيد الأضحى. فهل يُعقل ألا أهنئه في عيده؟
يتساءل البعض: زميلي في العمل أو جاري نصراني، وهو لطيف في التعامل معي ويهنئني في عيد الفطر وعيد الأضحى. فهل يُعقل ألا أهنئه في عيده؟
فنقول إخواني:
1- عند قراءة القرآن نجد آيات كثيرة جدا تبين الفرق بين الإسلام والشرك والكفر، بحيث أظن أن هذا المفهوم {لَا يَسْتَوُونَ} هو المفهوم الأكثر كثافة وتركيزًا في القرآن بعد مفهوم التوحيد، ولا غرابة، فهو الثمرة الأولى للإيمان بالتوحيد.
إذن إخواني، لا يصح أن نقول: كما يجاملني في ديني علي أن أجامله في دينه، فالدينان لا يستويان. ولا يصح أن نقول: كما أرى ديني حقاً فهو يرى دينه حقاً. وإلا فعلى هذا المنطق اليهود والبوذيون وعباد البقر يَرَون دينهم حقاً أيضاً!
فلا ينبغي أن يصبح همنا كيف نجامل زملاءنا وجيراننا من غير المسلمين ونتخلص من الإحراج عندما تقع عيوننا في عيونهم قبيل أعيادهم، بل يصبح همنا كيف ننقذهم مما هم فيه من شرك يضيع آخرتهم.
أحسنَ إليك وجاملك وكان لطيفاً معك؟ إذن فخير وفاء له ولجميله أن تدعوه إلى دين الله لتنقذه من النار. هذا هو اللطف الحقيقي، بينما الجفوة والقسوة أن تخالطه الأيام والسنوات وتتركه للضياع وفي قلبك الهدى الذي يحتاجه.
وليعلم من يعترض على هذا الكلام أن لدي طلاباً وزملاء ومعارف نصارى، وعلاقتي معهم جيدة جداً على الرغم من عدم مجاملتهم على دينهم، علاقة تقوم على العدل والإحسان والحرص على نفعهم ديناً ودنيا. وقد درَّست إلى الآن عشرات الطلاب النصارى، والذين أرى منهم احتراماً وتقديراً حتى بعد تخرجهم. وأرجو من أي طالب ممن تخرج ولديه خلاف ما نقول أن يبينه هنا، إن كنا نسيء أو نجرح في التعامل.
2- خالط النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم والتابعون، خالطوا نصارى ويهودًا وعاشوا معهم سنين طويلة. ومع ذلك، لم ينقل حديث ولا أثر صحيح ولا ضعيف أن رسول الله أو صحابيًا أو تابعياً هنأوا يهوديًا أو نصرانياً بعيده.
بل نعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا الغلام اليهودي الذي كان يخدمه إلى الإسلام قبل موته فخرج من عنده وهو يقول: « ». ولم يجامل الغلام ويهنئه بعيده!
3- مشاركة غير المسلمين في مناسباتهم الاجتماعية، كتعزيتهم ومواساتهم في المصائب وتهنئتهم، هذا كله لا حرج في فعله بألفاظ منضبطة شرعاً، ولا علاقة له مطلقاً بتهنئتهم بأعيادهم المتعلقة بأديانهم.
4- يا من تستبسل في الدفاع عن تهنئة النصارى بأعيادهم، كم مرة دعوت زملاءك أو جيرانك النصارى إلى الإسلام؟ كم مرة حاولت أن تنقذهم من النار؟ وهل ينسجم أن تدعوهم إلى دين الله في أيام السنة ثم تهنئهم يوم عيدهم، وهو من شعائر دينهم الذي تدعوهم إلى الخروج منه؟!
5- قال الإمام ابن القيم -وقد كان من أرق الناس قلباً وأحرصهم فيما نحسبه على هداية البشرية- في كتابه (أحكام أهل الذمة): "أما تهنئتهم بشعائر الكفر المختصة بهم فحرام بالاتفاق، وذلك مثل أن يهنئهم بأعيادهم فيقول: عيدك مبارك. أو تهنأ بهذا العيد. فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثماً عند الله وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر، وقتل النفس، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه .. فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر، فقد تعرض لمقت الله وسخطه".