كيف ندعو الناس - الروحانية

منذ 2014-12-31

أما الجماهير فما أظنها كانت ستقبل مع إعلان هذه المبادئ! فقد كانت ستعلم أنها قضية أخطر بكثير من مجرد الاستماع إلى الكلام المؤثر، والامتلاء العاطفي، الذي كانوا يسمونه الروحانية، والمتعة بلقاء الأحباب، والنشوة بالكثرة التي تتكاثر على الدوام.

أما الجماهير فما أظنها كانت ستقبل مع إعلان هذه المبادئ! فقد كانت ستعلم أنها قضية أخطر بكثير من مجرد الاستماع إلى الكلام المؤثر، والامتلاء العاطفي، الذي كانوا يسمونه ((الروحانية))(1) والمتعة بلقاء الأحباب، والنشوة بالكثرة التي تتكاثر على الدوام.

كانت ستعلم أنه صراع مع الجاهلية يعرض الإنسان لكثير من المخاطر، التي لا ينبغي ((للعاقل!)) أن يعرض نفسه لها {وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا} (القصص: 57).

عندئذ كانت الحركة ستمضي بطيئة الخطى، ولكن على منهج أصح! كانت القاعدة الصلبة ستتكون في بطء من رجال يختارون على مهل بعين فاحصة لا تختار إلا أصلح الخامات الموجودة، ثم يبذل في إعدادهم الجهد اللازم ليكونوا نواة صالحة للعمل، بالتربية الروحية، والتربية الخلقية، والتربية الفكرية، والتربية النفسية، والتربية بالعلم الشرعي الصحيح، في ظل المنهج الرباني العظيم: {كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة}.

(1) الصحيح هو ((الروحانية)) بضم الراء نسبة إلى الروح.
 

محمد قطب إبراهيم

عالم معروف ، له مؤلفات قيمة ومواقف مشرفة.

المقال السابق
المشوار طويل
المقال التالي
العمل السياسي