جدران الموت
يا له من عالم غريب، أشلاء ساكنة تعج بالحياة، حرة في غرفة من نور رحبة رحابة كون كامل، وكائنات تتحرك تعج بالموت مقيدة في عالم يقطن ثقب مِخْيَط.
الغرفة تعج بالأحياء، بعض أحيائها يصدون نيراناً هي كالنيران في ظاهرها مندفعة من بعض أبوابها..
ولكن مع اقترابها وحرقها إياهم فإذا بها برداً وسلاماً، تبث فيهم حياة فوق حياتهم، مع أن ظاهرهم تغير فأصبحوا أشباه الموتى..! ولكنهم في حقيقتهم أحياء، حياتهم فوق الحياة، وموتهم وهمٌ فوق وهمٌ!
جدران الغرفة هي جدران ليست كالجدران! بل جدران من جثث الموتى التي تراكمت من خارج الغرفة، فتعالت أشلاءً على حدود الغرفة المضيئة بضوء الحياة، ولكن من أين تناثرت كل هذه الأشلاء التي كونت جدران الموت؟!
من خارج الغرفة؟! يالهول المنظر، بينما تعج جوانب الغرفة وشرفاتها بنور الحياة، إذا بي أرى عالم من الموتى خارجها..!
ولكن شأنهم يبدو غريباً مرعباً..! إنهم يتحركون ويأكلون ويشربون، ولكن رائحة الموت تنبعث من كل عضو في أعضائهم..
يا له من عالم غريب، أشلاء ساكنة تعج بالحياة، حرة في غرفة من نور رحبة رحابة كون كامل، وكائنات تتحرك تعج بالموت مقيدة في عالم يقطن ثقب مِخْيَط.
والله أعلم.
أحمد كمال قاسم
كاتب إسلامي
- التصنيف: