ثلاثي مصلحي عجيب!

منذ 2015-01-02

تحت تأثير ذلك كله غفت الأمة الإسلامية غفوة طويلة، امتدت فترة قرنين من الزمن على الأقل إن لم يكن أكثر

الإرجاء والتصوف والاستبداد؛ ثلاثي قادر على إجهاض النهضات، وإنهاك الأمة وتخلفها.

- الإرجاء: كفيل بتخدير الأمة، بدعوى أن الإنسان لا يضره ما يفعل من نواقض للإيمان، ولا يضره ما ترك من

أركان الإسلام، طالما نطق بالشهادتين ولم يجحد، وبالتالي لا داعي للعمل.

- التصوف: تهويمات من البدع والخرافات والأذكار المخترعة، والموالد، والخزعبلات التي ما أنزل الله بها من

سلطان، هذه الطقوس تتفاعل مع الفكر الإرجائي الذي يضمن لها عدم العقاب بأي ذنب، ومن هنا يتحول الإسلام

لشيء آخر تمامًا، شيء جديد يهدم جدار الإسلام الحقيقي.

- الاستبداد: سواء كان استبداد خارجي (استعمار)، أو استبداد داخلي (طغيان وفساد)، يضمن بيئة متميزة في ظل

الإرجاء والتصوف، حيث لا إنكار لمنكر، ولا جهاد لظالم أو مستعمر، ولا عمل لنهضة تكشف ألاعيبه واستنزافه

لثروات الأمة.

يقول الأستاذ محمد قطب رحمه الله:

"تحت تأثير الخدر الذي أنشأه الفكر الإرجائي، والذي مقتضاه أن الإنسان مؤمن كامل الإيمان بالتصديق والإقرار،

ولم لم يعمل بمقتضيات الإسلام، والخدر الذي انشأته الصوفية؛ سواء في تهويمات (الذكر)، أو في إطماع العبد في

مغفرة ربه بدون أن يعمل بمقتضيات الإسلام، وتحت تأثير الاستبداد السياسي الذي يجعل كل إنسان ينشغل بخاصة

نفسه، ولا يلتفت إلى مصالح الجماعة، ولا حاجة الأمة، مصحوبًا ذلك كله بالتفلت من التكاليف، تحت تأثير ذلك

كله غفت الأمة الإسلامية غفوة طويلة، امتدت فترة قرنين من الزمن على الأقل إن لم يكن أكثر، تقابل من تاريخ

أوروبا قرنيها الثامن عشر والتاسع عشر، قرني الصعود الأوربي نحو السيطرة والتمكن، والتقدم العلمي

والحضاري.

- واقعنا المعاصر.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.