بمناسبة المولد النبوي الشريف

منذ 2015-01-04

لـقـد فـاضت الآفـاقُ نـورا وبـهجةً ** بـمـولد خـيرِ الخلْقِ، أنعمْ بها ذِكْرى!

لـقـد فـاضت الآفـاقُ نـورا وبـهجةً ** بـمـولد خـيرِ الخلْقِ، أنعمْ بها ذِكْرى!

وعـنـدي من الـشـعِر الكريمِ حديقةٌ ** زرَعْـتُ بـهـا الريحانَ والورْدَ والزهْرا

وروًّيـتُها مـن عِْطرِ "طه" وبالضّحى ** و"بـالنورِ" و"الإخلاصِ" و"الفجر" والإسَرا

لـذلـك أُهـدِيـكُـمْ غـوالـي مشاعِرِي ** وقد صُـغْتها من ماءِ قلبي لَكَمْ شِعْرا

     *   *   *

بُـنَّي رعـاكَ اللهُ هـاكَ هـديـتي ** تَـمَـسَّـكْ بـأَهدابِ الشريعةِ كي تَثْرَى

فـإن نُـخَـاعَ الـديـنِ سيفٌَ.. ومصحفٌ ** وعِلمٌ وعَـزْمٌ لاهِـبٌ يـقْهَرُ القَهْرا..

فـإمَّـا تـمـسـكْـنا به كان نصُْرنا ** وإمـا هـجـرنـاه غَـدَوْنـا ولا ِصفْرا..

ويا فَـخْرَنَـا أن كانَ فـيـنا محمدٌ.. ** وأنْـعِـمْ بـهِ عِـزًا، وأنـعـم به فَخْرا..

فما حـقـقَ الـنـصرَ الأَبَّي تَواكُلا ً ** ولـكـن بـعـزْمٍ شامِخٍٍ يسْحَقُ الصخْرا..

فكانَ بـصدرِ الـجيِش تحت عُقابِهِ" ** فـتـهـوِي رءوسُ الكفْرِ من رُعبها حَسْرَى

فما منهمُ إلا صـريـعُ هزيمةٍ.. ** ونـاٍج رَعـيـشُ الـقـلبِ يجْتَنِبُ الأَسْرَا

هـو الأسـوةُ الـشـمَّـاءُ، أَنـعِـمْ بأُسْوةٍ ** هـي البلـسمُ الشافي وأنعِمْ بِهِ طُهْرَا

هو القدوةُ الـعـظمَى لأصحابِِه الأُلَي ** مَـضَـوْا يـطلبون المجدَ والأنْجَُم الزٌهْرَا

مشاعلَ حـقَّ قـد أضاءتْ بها الُّدنَي ** وحـرَّقَـت الـطـغـيـانَ والذلًّ والكفرا

ألم ترَ سعدًا والـمـثـنَّى.. وخالدا ** وحـمـزةَ والـمـقـدادَ، والـفـتيةَ الغَُّرا

لهم رايةٌ صيغتٌ من المجْدِ والتُّقَى ** ومـا نُـسِـجَـتْ قََّـزا، وما ُصبغَت تِبرْا

مَضَوْا يمخُرون الصخرَ والبحرَ والمَدَى ** فأصبَحَ مـا قـدْ كانَ عُسْرا بهمْ يُسْرا

ونـصـرُهُـمُ حـقٌ عـلى اللهِ في الوغَى ** ولم يعرفوا إلا لربهُِم.. فَـرَّا

فدكوا حصونَ البغي والظلِم والهوى ** وصـاغُـوا كتابَ العدلِ سْطرا تلا سطرا

فما عادَ فـوقَ الأرضِ لـلرومِ رايةٌُُ ** ومـا عـاد لـلـفـرسِ الجبابرِ من ذِكْرَى

وما عاد فيها قيصرُ الظلمِ والهوى ** ولا رسْـتُـمُ الـجـبارُ فيها ولا كسْرى..

      *   *  *

وفي عَالَم اليومِ الكئيبِ مبادئٌ ** كمثلِ ضَوَاِري الغابِ، بل إنها أضَْرى

تُـخّرِبُ فـي الأرواحِ كل نـبـيـلةٍ ** وتـزرَعُ فـيـهـا الإفْـكَ والإثْـمَ والشرّا

وتـزعـمُ أنََّـا لو رجعـنا لـشرْعِنا ** لـكـنـا لِـظـلْـمـاتِ التخلفِ كالأسْرَى

فـيا عَجَـبًا لـلإفْـكِ.. إذ ينسجُونَهُ ** خُـيـوَط ضـلالٍ تـورِثُُ الجَْهلَ والكفرا

وتُخمِدُ نـورَ الـقلبِ والطهْرِ والنُّهَي ** وتـجـعـلُ خِصبَ الأرض من سُمِّها قَفْرا

     *   *   *

فمن ذا الذي ساقَ الـهـداية للدّنى ** وأخـرجـهـا لـلـنور من ظلمةٍِ حَرَّى؟

ومن ذا الذي راعَى الهدايةَ منهجًا ** وروحَ الإخـاء الـحـقَّ والـسلْمَ والخيرْا؟

ومـن ذا الـذي قد عَلَّم الغربَ بعدَما ** قضى في ظلاِم الجهلِ من ضيْعةٍ- دهرا؟

هُـمُ يـا بـني المسلمونَ، وقد سَعَوْا ** يـجـيـبـونَ داعي الله "باقْرَأْ" فيا بُشرى!

فـسـلْ عَـنْـهُُـم الكمياءَ والطبَّ ولْتَسَلْ ** علومَ الأراضِي والـحساباتِ والجَبْرا

  *   *   *

فلما تَـراخـيْـنَـا ونِْـمَـنا تَسََّللُوا ** وَلَـصُّـوا مـعـالـينا، وباهُوا بها الغَيْرا

وما العِلْـمُ إلا عِـلـمُنا غَيَّروا اسْمَهُ ** ولـكـنَّـنـا نِـمـنَْا وهٌمْ واصلُوا السَّيْرا

فلما صـحـوْنـا من كَرَّى طالَ ليلهُ ** تَـكـشَّـفَ أنَّ الـلـصَ قد غادَرَ القَصْرا

يَـردٌّ عـلينا من بـضاعتِنا التي ** تَـنَـهَّـبـهَـا لـيلا، فَنُزْجِي لَه الشكْرا

ولكنه أَبْـقَـى له مـن لُـبـابِها.. ** جـواهـرهَـا العظمى، وأعطى لنا الِقشْرا

بُـنَـيَّـ: وفـي ذكـرى الرسولِ ونورها ** ذَكَْـرتـكُ. فلتُخْلِصْ وَفاءَكَ للذكْرَى

وإنـا وقـد شِـبْـنَـا ولانَـتْ عِظامُنا ** عَـقَـدْنـا بك الآَمَـالَ، والنظرةَ الِبكْرا

بـأن تـبْـعَثَ الأمـجادَ بالعلم والتَّقَى ** وبـالـفـكـرِ والإبـداعِ تُدنِي لَنَا الفَجْرا

لـكـي نـسـتـعـيـدَ اليومَ مجدَ جدودِنا ** ونـبْـني على القرآنِ دولتَنا الكبْرَى

 

معاني الكلمات:

تثرَى: تصير ثريا بالعمل الصالح.

لاهب: قوى شديد.

الأنْجَُم الزٌهْرَا: النجوم الساطعة.

أضرى: أشد ضراوة ووحشية.

النُّهَى: العقول جمع نُهْية.

الدّني: جمع دنيا.

الكرى: النوم.

النظرة البكر: النظرة الآملة المتجددة.


  جابر قميحة