إحياء - (33) سُنَّة صيام ستة أيام من شوال
من رحمة الله أن جعل صيام رمضان وستَّا من شوال كصيام الدهر؛ لهذا كان من سُنَّة الرسول صلى الله عليه وسلم أن يصوم هذه الأيام الستة في شهر شوال..
من رحمة الله عز وجل وكرمه أن جعل الحسنة بعشر أمثالها؛ قال تعالى: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [الأنعام:160]، وهذا يعني أن مَنْ صام رمضان فكأنما صام ثلاثمائة يوم كاملة، ومَنْ زاد على ذلك ستة أيام أخرى فهي له بمثابة ستين يومًا، فهذا كأنه صام العام كله، ومَنْ واظب على ذلك كل عام كان له كصيام الدهر كله..
لهذا كان من سُنَّة الرسول صلى الله عليه وسلم أن يصوم هذه الأيام الستة في شهر شوال؛ فقد روى مسلم عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: « ».
وليس بالضرورة أن تكون هذه الأيام الستة متتالية، ولا أن تبدأ من بعد العيد مباشرة؛ ولكن المهم أن نصومها جميعًا في حدود شهر شوال، لنُحَقِّق سُنَّته صلى الله عليه وسلم كما فعلها تمامًا.
ولا تَنْسَوْا شعارنا قول الله تعالى: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور:54].
راغب السرجاني
أستاذ جراحة المسالك البولية بكلية طب القصر العيني بمصر.
- التصنيف:
- المصدر: