تأملات تاريخية - (8) جيوش من أجل امرأة

منذ 2015-01-19

احذري يا أمتي، فـ: "كُلُّ أُمَّةٍ وُضِعَتِ الْغَيْرَةُ فِي رِجَالِهَا، وُضِعَتِ الصِّيَانَةُ فِي نِسَائِهَا".

(1)

نعم جيوش من أجل امرأة!! عندما كانت أمتنا في زمان العزة، عندما كانت تجري النخوة في عروق رجالها، والشهامة في دماء شبابها، يوم كانت استغاثات النساء فى زمان مضى تكفي لأن تتحرك من أجلهنَّ الجيوش، وتسال لحمايتهنَّ الدماء. يوم كانت لنا عزة.. يوم كانت لنا كرامة.. يوم كانت لنا مكانة.. يوم كانت لنا أرض.. يوم كان لنا عرض.. يوم كنا نعمل بمقولة عمر: "نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، فإذا ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله". أما تعلمون أن صرخات النساء المسلمات -عندما وجدت حكامًا غيورين وجنودًا شجعانًا مؤمنين تغار على دينها وكرامتها وعرضها، كانت سببًا لأن يقام للدين أرض منذ آلاف السنين، فلا تعجب فما جيَّش رسول الله صلى الله عليه وسلم جيش المدينة إلا ثأرًا لمسلمة انتُهك عرضها من يهودي، وما فُتحت الهند والسند إلا استجابة لنداءت مسلمات يتامى صرخن (وا حجاجاه)!! وما فُتحت عمورية أقدس بقاع النصارى إلا بكلمة (وا معتصماه)!! وما وصلت جيوش ابن أبي عامر أقصى جنوب فرنسا (مملكة نافار) إلا استجابة لثلاث مسلمات أُسِرن في كنيسة، واستغثن (وا عامراه)!!

 

(2)

رسول الله يغضب

روى ابن هشام عن عبد الله بن جعفر بن المسور بن مخرمة عن أبي عوانة: "أن امرأة من العرب قدمت بجلب (ما يجلب إلى السوق للبيع) لها، فباعته بسوق بني قينقاع، وجلست إلى صائغ بها، فجعلوا يريدونها على كشف وجهها، فأبت، فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها، فعقده إلى ظهرها، فلما قامت انكشفت سوأتها، فضحكوا منها، فصاحت، فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله، وكان يهوديًّا، وشدَّت اليهود على المسلم فقتلوه، فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على يهود، فغضب المسلمون، فوقع الشر بينهم وبين بني قينقاع". "فكان هؤلاء أول يهود نقضوا العهد الذي بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم"، وكان ذلك في منتصف شوال من السنة الثانية للهجرة.

 

قال ابن إسحاق: "فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مدة من الزمن، حتى نزلوا على حكمه، فقام إليه عبد الله بن أبي بن سلول حين أمكنه الله منهم، فقال: "يا محمد، أحسن في مَوَالِيَّ!"، فلم يلتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكرر ثانية فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأدخل يده في جيب درع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له صلى الله عليه وسلم: أَرْسِلْنِي، وغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رأوا لوجهه ظُلَلًا (لتغير الْوَجْه إِلَى السوَاد إِذا اشْتَدَّ غَضَبه)، ثم قال له: وَيْحَكَ! أَرْسِلْنِي، قال: لا والله لا أُرْسِلْكَ حتى تحسن في مواليَّ: أربع مئة حاسر، وثلاث مئة دارع، قد منعوني من الأحمر والأسود، تحصدهم في غداة واحدة؟! إني والله امرؤ أخشى الدوائر. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: هم لك، وأمرهم أن يخرجوا من المدينة ولا يجاوروه بها، فخرجوا إلى أذرعات الشام، وهلك أكثرهم فيها". فتأمل أخي كيف حرَّك رسول الله صلى الله عليه وسلم الجيش الإسلامي معلنًا الحرب -التي ستسال فيها الدماء- من أجل أن امرأة واحدة كُشفت عورتها، فكيف بنا الآن وقد كشفت عورات المسلمات في بقاع الأرض، وانتهكت حرماتهن سجنًا وقهرًا واغتصابًا وقتلًا.. ولا حول ولا قوة إلا بالله!!

 

(3)

(الحجاج يلبي)

توسعت فتوحات المسلمين في بلاد الهند والسند (معظم باكستان الآن) خاصة في عهد الحجاج بن يوسف الثقفي، وكانت بين الحجاج وبين داهر ملك السند وقائع شديدة، وقد أشجى داهر قواد الحجاج وأذاقهم مرارة الهزيمة المرة بعد المرة. غير أن اللافت للنظر أن مصرع هؤلاء القواد لم يحمل الحجاج على الجد في قتال داهر بمقدار ما حمله عليه استغاثة امرأة عربية مسلمة، اعتدى عليها وعلى نسوة عربيات كن معها بعض قراصين البحر من أهل السند التابعين لداهر.

 

ذكر البلاذري في فتوح البلدان، أن ملك جزيرة الياقوت (جزيرة سيلان أو سريلانكا الآن، كان يقال لها جزيرة الياقوت؛ لحسن وجوه نسائها)، أراد التقرب من الحجاج فأهدى إليه نسوة ولدن في بلاده مسلمات ومات آباؤهن وكانوا تجارا، فعرض للسفينة التي كن فيها قراصين من ميد الديبل (كراتشي الآن) فاخذوا السفينة بما فيها، فنادت امرأة منهن من بني يربوع: يا حجاج! وبلغ الحجاج ذلك، فقال: يا لبيك! وأرسل من فوره إلى داهر يسأله تخلية النسوة. فأجاب بأنه أخذهن لصوص لا قدرة له عليهم. فأغزى الحجاج اثنين من عماله ثغر السند فكلاهما قتل، فاهتاج الحجاج بن يوسف وتجرد لقتال داهر، وكان قد أعد محمد بن القاسم لغزو الري فلما حدث ما حدث على حدود السند رأى في هذا الشاب من يرأب الصدع ويدرك الثأر، فرده عن غزو الري وعقد له على مكران (إقليم بلوشستان بباكستان الآن) وثغر السند، وأمره أن يقيم بشيراز حتى توافيه القوة التي أخذ يعدها لقتال داهر.

 

كانت هذه القوة مؤلفة من جيش وأسطول، أما الجيش فكانت عدته زهاء عشرين ألف مقاتل، منهم ستة آلاف فارس من جند الشام. وأما الأسطول فكان يحمل المشاة والمؤن وعدد الحرب الثقيلة، ومن هذه خمس مجانيق ضخام، يقال لأكبرها (العروس). ويروي البلاذري أنه كان يمد فيها خمسمائة رجل. وبالغ الحجاج على عادته في إعداد الجيش حتى أنه: "جهزه بكل ما احتاج من الخيوط والمسال وعمد إلى القطن المحلوج فنقع في الخل الخمر الحاذق ثم جفف في الظل، فقال: "إذا صرتم إلى السند فإن الخل بها ضيق فانقعوا هذا القطن ثم أطبخوا به واصطبغوا، ثم تقدم إلى محمد ألاّ يقطع عنه أخباره بحيث يختلف البريد بينهما مرة كل ثلاثة أيام".

 

خرج محمد بن القاسم بجيشه من شيراز سنة 90هـ، متجهًا إلى مكران واتخذها قاعدة له، وتقدم نحو الديبل (كراتشي الآن)، حتى استولى عليها، وبنى بها المساجد وأسكنها أربعة آلاف مسلم, ثم واصل سيره، فكان لا يمرُّ على مدينة إلَّا فتحها، وهدم معابد الوثنية والبوذية بها، وأقام شعائر الإسلام، وأسكنها المسلمين، ثم واصل فتحه، ففتح البيرون (وهي حيدر آباد حاليًا)، ثم توَّج ذلك كله بالانتصار على داهر ملك السند في معركة حامية سنة 93هـ، قال البلاذري: "ونظر الحجاج فإذا هو قد أنفق على محمد بن القاسم ستين ألف ألف درهم، ووجد ما حمل إليه عشرين ومائة ألف ألف، فقال: شفينا غيظنا وأدركنا أثارنا وازددنا ستين ألف ألف درهم ورأس داهر".

 

ثم مضى ابن القاسم ففتح الملتان (عاصمة إقليم البنجاب في باكستان الآن) سنة 95هـ، وقضى على كل التماثيل والمعابد البوذية هناك، وغنم مغانم كثيرة من الذهب والفضة، ولهذا سميت الملتان "بيت أو ثغر الذهب". وفي أثناء وجود محمد بن القاسم في "الملتان" جاءه خبر وفاة الحجاج 95هـ، فاغتم لذلك غير أنه واصل فتوحاته، فاستكمل فتح بلاد السند كاملة حتى وصل إلى كشمير (ما بين الهند وباكستان والصين)، وبذلك أنجز ابن القاسم الثقفي هذا الفتح كله في المدة بين سنة (89هـ- 95هـ).

 

فانظر أخي.. ها هي بلاد الهند والسند بحضارتهما وتاريخهما تفتحان ويدخلهما الإسلام تلبية لنداء مسلمة، اغتصب حقُها وانتهك عرضُها، فرحم الله الحجاج ورحم الله محمد بن القاسم الثقفي.

 

(4)

(المعتصم يزأر)

إذا أردت أن تقرأ عن معركة رُدَّت فيها كرامة أمة واستعادت فيها هيبة دولة ورُدَّ بها اعتبارها كأعظم قوة في العالم، فاقرأ عن خبر فتح المعتصم عمورية، وإن شئت فاقرأ عن خبر (وامعتصماه).

تحكي كتب التاريخ أن إمبراطور الروم توفيل ميخائيل جهَّز جيشًا يزيد قُوامه على مائة ألف جندي، وسار به إلى بلاد الإسلام سنة 223هـ، فهاجم المدن والقرى، حتى بلغ زِبَطْرَةُ، فقتل من بها من الرجال، وسبى الذرية والنساء، وأغار على أهل مَلَطْيَةُ (من مدن تركيا) وغيرها من حصون المسلمين، وسبى المسلمات، ومثَّل بمن صار في يده من المسلمين وسمل أعينهم، وقطع أنوفهم وآذانهم، فخرج إليهم أهل الثغور من الشام والعراق، إلا من لم يكن له دابة ولا سلاح.

وقد ضجَّ المسلمون في مناطق الثغور كلها، واستغاثوا في المساجد والطرقات، حتى قال شاعرهم:

يا غارة الله قـد عاينت فانتهكي *** هتك النساء وما فيهن يرتكب

هبَّ الرجال على أجرامها قُتلت *** ما بال أطفالها بالذبح تنتهب

وبلغ الخبر المعتصم فاستعظمه، وبلغه أن هاشمية صاحت وهي في أيدي الروم: وامعتصماه. فأجاب المعتصم وهو على سريره: لبيك لبيك، وصاح في قصره: النفير النفير، ونهض من ساعته بخمسمائة ألف مجاهد. وعندما سار المعتصم بالله باتجاه الثغور تساءل: أي بلاد الروم أمنع وأحصن؟ فقيل: عمورية، لم يعرض لها أحد من المسلمين منذ كان الإسلام، وهي عين النصرانية وبنكها، وهي أشرف عندهم من القسطنطينية، فسار باتجاهها، وتجهَّز جهازًا قيل: إنَّه لم يتجهَّز قبله بمثله. من السلاح والعدد وآلات الحصار والنفط.

وكانت أول فتوحات المعتصم أنقرة في 25 شعبان 223هـ، ففتحها بسهولة، واتجه بعدها إلى عمورية (مدينة عظيمة في هضبة الأناضول وسط تركيا، ولم يبق منها الآن سوى آثار)، وبدأ حصار عمورية في (6 رمضان 223هـ/ 1 أغسطس 838م)، ونصب المجانيق عليه، وبدأت المجانيق الضخمة مع آلات الحصار الأخرى تعمل عملها، حتى سقطت عمورية بعد أهم معركة عربية استخدمت فيها أدوات الحصار الضخمة الكبيرة كالدبابات والمجانيق والسلالم والأبراج على اختلاف أشكالها وأنواعها، وذلك بعد حصار دام خمسة وخمسين يوما، من سادس رمضان إلى أواخر شوال سنة 223هـ.

ثم أمر المعتصم بطرح النار في عمورية من سائر نواحيها، فأحرقت وهدمت، وعاد بعدها المعتصم بغنائم كبيرة إلى طرسوس، ومنها إلى سامراء منتصرًا مظفرًا. فتأمل أيها الغيور كيف حرَّك المعتصم جيوشًا غوثًا لصيحة الهاشمية الحرة (وامعتصماه)، لتظل "وامعتصماه" رمز الشجاعة العربية، ورمز المحافظة على حرمات المسلمين والدفاع عنها. غير أنه وياللأسى:

توالتِ الأيامُ تترى *** ومضت تلك العهودْ

وفي (زبطرةَ) غيرها *** لما استباحتها الحشودْ

صرختْ فتاةٌ عند *** ما همَّ الجنودْ

ونادَتِ العُربَ استجارتْ *** بالمسيحِ وباليهودْ

عبثًا فلم يُسمعْ نِداها *** لا ولمْ يُفِقِ الرقودْ

عذرًا أيا أختاهُ إن نساءَنا *** عقِمتْ فلمْ تحمِلْ بمعتصمٍ جديدْ

 

(5)

(المنصور ابن أبي عامر يغيث)

جاء في سيرة حروب الحاجب المنصور ابن أبي عامر حاكم الأندلس أنه سَيَّر جيشًا كاملاً لإنقاذ ثلاث من نساء المسلمين كنَّ أسيرات لدى مملكة نافار (أقصى الجنوب الفرنسي وشمال أسبانيا النصرانية).

ذلك أنه كان بينه وبين مملكة نافار عهد، وكانوا يدفعون له الجزية، وكان من شروط هذا العهد ألاََّ يأسروا أحدًا من المسلمين أو يستبقوهم في بلادهم، غير أنه قد حدث أمرٌ استفز المنصور وجيَّش من أجله الأندلس بكاملها، فتأمل ما يقوله ابن عذارى المراكشي عن هذا الأمر في كلمات بديعة وعبارات أنيقة، أجمل ما تقرأه من حال أمة عزيزة كريمة:

"ومن أوضح الأمور هنالك، وأفصح الأخبار في ذلك، أن أحد رسله (رسل المنصور) كان كثير الانتياب، لذلك الجناب، فسار في بعض مسيراته إلى غرسية (ت 390هـ / 1000م) صاحب البشكنس (ممكلة نبره أو نافار النصرانية) فوالى في إكرامه، وتناهى في برِّه واحترامه، فطالت مدَّته فلا متنزَّه إلا مرَّ عليه متفرِّجا، ولا منزل إلا سار عليه معرِّجا، فحلَّ في ذلك، أكثر الكنائس هنالك، فبينا هو يجول في ساحتها، ويجيل العين في مساحتها، إذ عرضت له امرأة قديمة الأسر، قويمة على طول الكسر، فكلمته، وعرَّفته بنفسها وأعلمته، وقالت له: أيرضى المنصور أن ينسى بتنعمه بوسها، ويتمتَّع بلبوس العافية وقد نضت لبوسها، وزعمت أن لها عدة سنين بتلك الكنيسة محبسة، وبكل ذل وصغار ملبسة، وناشدته الله في إنهاء قصتها، وإبراء غصَّتها، واستحلفته بأغلظ الأيمان، وأخذت عليه في ذلك أوكد مواثيق الرحمن. فلمَّا وصل إلى المنصور عرَّفه بما يجب تعريفه به وإعلامه، وهو مصغٍ إليه حتى تم كلامه، فلما فرغ قال له المنصور: هل وقفت هناك على أمر أنكرته، أم لم تقف على غير ما ذكرته؟ فأعلمه بقصة المرأة وما خرجت عنه إليه، وبالمواثيق التي أخذت عليه. فعتبه ولامه، على أن لم يبدأ بها كلامه، ثم أخذ للجهاد من فوره، وعرض من من الأجناد في نجده وغوره، وأصبح غازيًا على سرجه، مباهيًا مروان يوم مرجه، حتى وافى ابن شانجة في جمعه، فأخذت مهابته ببصره وسمعه، فبادر بالكتاب إليه يتعرف ما الجليَّة، ويحلف له بأعظم أليَّة، أنه ما جنى ذنبًا، ولا جفا عن مضجع الطاعة جنبًا، فعنف أرساله، وقال لهم -أي المنصور: كان قد عاقدني أن لا يبقى ببلاده مأسورةٌ ولا مأسور، ولو حملته في حواصلها النسور، وقد بلغني بعد بقاء فلانة المسلمة في تلك الكنيسة، ووالله لا أنتهي عن أرضه حتى أكتسحها. فأرسل إليه المرأة في اثنتين معها، وأقسم أنه ما أبصرهنَّ ولا سمع بهنَّ، وأعلمه أن الكنيسة التي أشار بعلمها، قد بالغ في هدمها، تحقيقًا لقوله، وتضرع إليه في الأخذ في بطوله، فاستحيا منه، وصرف الجيش عنه، وأوصل المرأة إلى نفسه، وألحف توحشها بأنسه، وغيَّر من حالها، وعاد بسواكب نعماه على جدبها وإمحالها، وحملها إلى قومها، وكحلها بما كان شرد من نومها". فهل رأت أمة من الكرامة والعزة مثل ما كان من أمر الحاجب المنصور ابن أبي عامر(366هـ- 392هـ)، المجاهد الذي لا يهزم، غزا في حياته أربعًا وخمسين غزوة، لم يُهزم أبدًا في واحدة منها.

 

(6)

فمن الآن لأعراض المسلمين!!

ذلكم كان التاريخ المجيد فماذا عن صورتنا الآن!! إنها صور مؤلمة تتقطع القلوب منها حسرات، وتدمع العيون منها دماء، عندما نرى ونسمع صور لنداءات المسلمات العزل، تنتهك أعراضهن وتنجس حرماتهن ولا تجد قلب يتفطر ولا عين تدمع، فيا لحسرة القلب على نداءات هناك وهناك وهناك وهناك في فلسطين ومصر وبورما والعراق وسوريا و.. ولا تجد لها مجيب!!

"يا أمتي، أي خير في رجالك إن كانوا لا يستطيعون الحفاظ على طهر أخواتهن من قذارة ذلك النجس! آهات في صدري لا أدري كيف أخرجها، كيف أصوغها، كيف أترجمها.. فهي أكبر من أن أحوِّلها إلى حروف!".

أمتي كم غصة دامية *** خنقت نجوى علاك في فمـي

اسمعي نوح الحزانى واطربي *** وانظري دمع اليتامى وابسمي

ودعي القادة في أهوائها *** تتفانى في خسيس المغنم

رب وا معتصماه انطلقت *** ملء أفواه البنات اليتم

لامست أسماعهم لكنها *** لم تـلامس نخوة المعتصم

 

احذري يا أمتي، فـ: "كُلُّ أُمَّةٍ وُضِعَتِ الْغَيْرَةُ فِي رِجَالِهَا، وُضِعَتِ الصِّيَانَةُ فِي نِسَائِهَا".

 

المصادر والمراجع:

- ابن هشام: السيرة النبوية، تحقيق: مصطفى السقا وإبراهيم الأبياري وعبد الحفيظ الشلبي، الناشر: شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر، الطبعة: الثانية 1375هـ- 1955م.

- البلاذري: فتوح البلدان، الناشر: دار ومكتبة الهلال- بيروت، 1988م.

- الطبري: تاريخ الرسل والملوك، الناشر: دار التراث- بيروت، الطبعة: الثانية 1387هـ.

- الذهبي: تاريخ الإسلام، تحقيق: بشار عواد معروف، الناشر: دار الغرب الإسلامي، الطبعة: الأولى 2003م.

- ياقوت الحموي: معجم البلدان، الناشر: دار صادر- بيروت، الطبعة: الثانية 1995م.

- ابن عذاري المراكشي: البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب، تحقيق ومراجعة: ج. س. كولان، إِ. ليفي بروفنسال، الناشر: دار الثقافة، بيروت، الطبعة: الثالثة 1983م.

- المقري: التلمساني: نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، تحقيق: إحسان عباس، الناشر: دار صادر- بيروت، الطبعة: الأولى 1997م.

- عبد الحميد العبادي: صور من التاريخ الإسلامي، مجلةالرسالة، العدد 22، 4 ديسمبر 1933م، ص14- 21.

- قصيدة أمتي، للشاعر السوري عمر أبو ريشة.

- قصيدة: زبطرة اليوم، للشاعر السوري طارق أبو مالك.

أحمد عبد الحافظ

المقال السابق
(7) يا أمتي اقرئي التاريخ