دلائل النبوة - (2) إخباره صلى الله عليه وسلم بتطاول الفقراء في البنيان، خروج الخوارج، وذكر بعضاً من معجزاته عليه الصلاة والسلام
عن ابن عباس قال: "جاء أعرابي إلى النَّبيّ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ فقال: بم أعرف أنك رسُول اللهِ؟ قال: «أرأيت لو دعوت هذا العذق من هذه النخلة أتشهد أني رسُول اللهِ؟»، قال: نعم، قال: فدعا العذق فجعل العذق ينزل من النخلة حَتَّى سقط في الأرض فجعل ينقز حَتَّى أتى النَّبيّ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ، قال: ثم قال له: «ارجع»، فرجع حَتَّى عاد إلى مكانه، فقال: أشهد أنك رسُول اللهِ وآمن" (سنن الترمذي [5/554] رقم [3628]، كتاب المناقب عن رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ، باب في آيات إثبات نبوة النَّبيّ وما قد خصه الله عزوجل).
إخباره صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ بتطاول الرعاة الفقراء في البنيان:
عن أبي هُرَيْرةَ رَضيَ اللهُ عَنْهُ قال: "كان النَّبيّ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ بارزاً يوماً للناس فأتاه رجل فقال: "ما الإيمان؟" قال: « »، قال: "ما الإسلام؟"، قال: « »، قال: "ما الإحسان؟"، قال: « »، قال: "متى الساعة؟"، قال: « »، ثم تلا النَّبيّ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ: {إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} [لقمان:34] الآية ثم أدبر فقال: « »، فلم يروا شيئاً. فقال: « » (البخاري- الفتح [8/373] رقم [4777، كتاب التفسير القرآن، باب قوله إن الله عنده علم الساعة).
إخباره صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ بخروج الخوارج:
عن أبي سعيد الخدري قال: "بعث علي بن أبي طالب رَضيَ اللهُ عَنْهُ إلى رسُول اللهِ من اليمن بذهبية في أديم مقروظ لم تحصل من ترابها. قال: فقسمها بين أربعة نفر بين عيينة بن بدر، وأقرع بن حابس، وزيد الخيل، والرابع إما علقمة وإما عامر بن الطفيل. فقال رجل من أصحابه: كنا أحق بهذا من هؤلاء، فبلغ ذلك النَّبيّ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ فقال: « »، قال: فقام رجل غائر العينين، مشرف الوجنتين، ناشز الجبهة، كث اللحية، محلوق الرأس، يشمر الإزار، فقال: "يا رسُولَ اللهِ اتق الله!"، قال: « »، قال: ثم ولى الرجل قال خالد بن الوليد: "يا رسُولَ اللهِ ألا أضرب عنقه؟"، قال: « »، فقال خالد: "وكم من مصل يقول بلسانه ما ليس في قلبه". قال رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ: « »، قال: ثم نظر إليه وهو مقف فقال: « »، وأظنه قال: « ». (البخاري، الفتح [7/665] رقم [4351] كتاب المغازي، باب بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن قبل حجة الوداع).
انقياد الشجر لنبينا مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ وما جمع الخبر المنقول فيه من ذكر خروج الماء من بين أصابعه وغير ذلك من علامات النُّبوُّة:
عن عبادة بن الصامت قال: "خرجت أنا وأبي نطلب العلم في هذا الحي من الأنصار قبل أن يهلكوا، فكان أول من لقينا: أبو اليسر صاحب رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ ومعه غلام له، فذكر ما سمع منه ثم قال: حَتَّى أتينا جابر بن عبد الله في مسجده، فذكر ما سمع منه إلى أن قال عن جابر بن عبد الله، قال: سرنا مع رسُول اللهِ حَتَّى نزلنا وادياً أفيح فذهب رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ يقضي حاجته وأتبعته بأداة من ماءٍ، فنظر رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ فلم ير شيئاً يستتر به، وإذا بشجرتان بشاطئ الوادي، فانطلق رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ إلى إحداهما فأخذ بغصنٍ من أغصانها، فقال: « »، فانقادت معه كالبعير المخشوش الذي يصانع قائده حَتَّى أتى الشجرة الأخرى، فأخذ بغصن من أغصانها، فقال: « » فانقادت معه كذلك، حَتَّى إذا كان بالمنصف فيما بينهما لأم بينهما يعني جمعهما، فقال: « » فالتأما.
قال جابر: فخرجت أحضر مخافة أن يحس رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ بقربي يعني فيبتعد فجلست أحدث نفسي فحانت مني لفتةٌ فإذا أنا برسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ مقبل، وإذا الشجرتان قد افترقتا فقامت كل واحدةٍ منهما على ساق، فرأيتُ رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ وقف وقفةً فقال برأسه هكذا، قال هارون بن معروف: وأشار أبو إسماعيل برأسه يميناً وشمالاً، ثم أقبل فلما انتهى إليَّ، قال: « »، قلت: نعم يا رسُولَ اللهِ، قال: « ».
قال جابر: فقمت فأخذت حجراً فكسرته وحسرته فانذلق لي فأتيت الشجرتين، فقطعت من كل واحدة منهما غصناً، ثم أقبلت أجرُّهما حَتَّى إذا قمت مقام رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ -رسلت غصناً عن يميني، وغصناً عن يساري، ثم لحقته فقلت: قد فعلت يا رسُولَ اللهِ! فعمَّ ذاك؟ قال: « ».
قال: فأتينا العسكر فقال رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ: « »، فقلت: ألا وضوء ألا وضوء، قال قلت: يا رسُولَ اللهِ ما وجدت في الركب من قطرة، قال: وكان رجل من الأنصار يبردُ لرسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ الماء في أشجاب له على حمارةٍ من جريد، فقال لي: « »، قال: فانطلقت إليه فنظرت فيها فلم أجد فيها إلا قطرة في عزلاء شجب منها، لو أني أفرغه لشربه يابسه فأتيت رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ، فقلت: يا رسُولَ اللهِ! لم أجد فيها إلا قطرة في عزلاء شجب منها، لو أني أفرغه لشربه يابسه، قال: « » فأتيته به، فأخذه بيده فجعل يتكلم بشيء لا أدري ما هو ويغمزه بيده، ثم أعطانيه فقال: « »، قال: فقلت: يا جفنة الركب قال فأتيت بها تحمل فوضعت بين يديه، فقال رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ بيده هكذا، فبسطها في الجفنة، وفرق بين أصابعه، ثم وضعها في قعر الجفنة، وقال: « ». فصبيت عليه وقلت: بسم الله، فرأيت الماء يفور من بين أصابع رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ ثم فارت الجفنة ودارت حَتَّى امتلأت، فقال: « »، قال: فأتى الناس فاستقوا حَتَّى رووا، قال: فقلت « »، فرفع رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ يده من الجفنة وهي ملأى. وشكى الناس إلى رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ الجوع، فقال: « »، فأتينا سِيف البحر فألقى البحر دابةً فأورينا على شقها النَّار، فاشتوينا وطبخنا، وأكلنا وشبعنا. قال جابر: فدخلت أنا وفلان وفلان حَتَّى عدَّ خمسة في حجاج عينها ما يرانا أحدٌ حَتَّى خرجنا فأخذنا ضلعاً من أضلاعها فقوسناه، ثم دعونا بأعظم رجلٍ في الركب، وأعظم جملٍ في الركب، وأعظم كفلٍ في الركب، فدخل تحته ما يطأطئ رأسه (صحيح مسلم [4/23019] رقم [3006- 3014]، كتاب الزهد والرقائق، باب حديث جابر الطويل وقصة أبي البسر).
عن ابن عباس قال: "جاء أعرابي إلى النَّبيّ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ فقال: بم أعرف أنك رسُول اللهِ؟ قال: « »، قال: نعم، قال: فدعا العذق فجعل العذق ينزل من النخلة حَتَّى سقط في الأرض فجعل ينقز حَتَّى أتى النَّبيّ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ، قال: ثم قال له: « »، فرجع حَتَّى عاد إلى مكانه، فقال: أشهد أنك رسُول اللهِ وآمن" (سنن الترمذي [5/554] رقم [3628]، كتاب المناقب عن رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ، باب في آيات إثبات نبوة النَّبيّ وما قد خصه الله عزوجل).
ذكر الوحش الذي كان يقبل ويدبر فإذا أحسَّ برسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ ربض فلم يترمرم (أي: سكن ولم يتحرك. الدلائل [6/31]):
ن عائشة قالت: "كان لأهل رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ وحش، فإذا خرج رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ أقبل وأدبر، فإذا أحس برسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ ربض فلم يترمرم" (أخرجه الإمام أحمد في مسنده [6/113]، باقي مسند الأنصار، حديث السيدة عائشة).
وعن عائشة أيضاً قالت: "كان لآل رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ وحش، فإذا خرج رسُول اللهِ لعب وذهب وجاء، فإذا جاء رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ ربض فلم يترمرم ما دام رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ في البيت" (مُسند أحمدَ، باقي مسند الأنصار، حديث السيدة عائشة).
ما جاء في تسخير الله عَزَّ وجَلَّ الأسد لسفينة مولى رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ كرامة لرسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ وما روي في معناه:
عن سفينة مولى رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ قال: "ركبت سفينة في البحر فانكسرت فركبت لوحاً منها فأخرجني إلى جمة فيها أسدٌ، إذ أقبل الأسدُ فلما رأيته قلت: يا أبا الحارث! أنا سفينة مولى رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ، فأقبل نحوي حَتَّى ضربني بمنكبه، ثم مشى معي حَتَّى أقامني على الطَّريق، قال: ثم همهم ساعة وضربني بذنبه، فرأيت أنه يودعني".
وعن مُحَمَّد بن المنكدر: "أن سفينة مولى رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ قال: ركبت البحر فانكسرت بي سفينتي التي كنت فيها فركبت لوحاً من ألواحها، فطرحني اللوح إلى أجمة فيها الأسدُ، فدخلت فخرج إليَّ الأسد، فأقبل إليّ فقلت: يا أبا الحارث! أنا مولى رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ، فطأطأ رأسه وأقبل إلي يدفعني بمنكبه، فأخرجني من الأجمةٍ، ووقفني على الطَّريق ثم همهم، فظننت أنه يودعني فكان هذا آخر عهدي به".
وعن مُحَمَّد ابن المنكدر: "أن سفينة مولى رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ أخطأ الجيش بأرض الروم أو أسر في أرض الروم، فانطلق هارباً يلتمس الجيش، فإذا هو بالأسد، فقال له: يا أبا الحارث! إني مولى رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ، كان من أمري كيت وكيت، فأقبل الأسد يبصبصه، حَتَّى قام إلى جنبه كلما سمع صوتاً أهوى إليه، ثم أقبل يمشي إلى جنبه، فلم يزل كذلك حَتَّى بلغ الجيش ثم رجع الأسدُ"، والله تعالى هو أعلم.
(قصة الأسد نقلها الحافظ ابن كثير في التاريخ [6/147] عن دلائل النُّبوُّة، وذكرها السيوطي في الخصائص الكبرى [2/65]، عن ابن سعد، وأبي يعلى والبزار وابن منده والحاكم، وصححه. والبيهقي، وأبي نعيم كلهم عن سفينة مولى رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ نقلاً من كتاب دلائل النُّبوُّة للبيهقي [6/46]).
ما جاء في تسبيح الطعام الذي كانوا يأكلونه مع نبينا مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ وما في ذلك من آثار النُّبوُّة:
عن عبد الله قال: "إنكم تعدون الآيات عذاباً، وكنا نعدها بركة على عهد رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ، كنا نأكل مع النَّبيّ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ الطعام ونحن نسمع تسبيح الطعام، وأتي النَّبيّ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ بإناءٍ فجعل الماء ينبع من بين أصابعه، فقال النَّبيّ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ: «»، حَتَّى توضأنا كلنا" (رواه البخاري، الفتح [6/587] رقم الحديث [3579]، كتاب المناقب، باب علامات النُّبوُّة في الإسلام).
ما جاء في رؤية النَّبيّ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ أصحابه وراء ظهره:
عن أبي هُرَيْرةَ قال: أن رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ قال: «» (البخاري- الفتح [1/612] رقم [418]، كتاب الصلاة، باب عظمة إمام الناس).
ما جاء في إضاءة عصى الرجلين من أصحاب النَّبيّ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ:
عن أنس بن مالك: "أن رجلين من أصحاب النَّبيّ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ خرجا من عند رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ ذات ليلة مظلمة، ومعهما مثل المصباحين يضيئان بين أيديهما، فلما افترقا صار مع كل واحد منهما حَتَّى أتى أهله" (البخاري- الفتح [6/ 632] رقم الحديث [3639]، كتاب المناقب، باب بقية أحاديث علامة النُّبوُّة في الإسلام).
ما جاء في القصعة التي كانت تمد من السماء وما ظهر فيها من آثار النُّبوُّة:
عن سمرة بن جندب: "أن رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ أتى بقصعة فيها طعام فتعاقبوها إلى الظهر منذ غدوة، يقوم قوم ويقعدون آخرون، فقال رجل لسمرة: هل كانت تمد، قال: فمن أيش تعجب ما كانت تمد إلا من ها هنا وأشار إلى السماء. وأشار يزيد بن هارون إلى السماء" (مُسند أحمدَ [5/18] أول مسند البصريين، من حديث سمرة بن جندب عن النَّبيّ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ).
ما ظَهرَ في النخل التي غرسها النَّبيّ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ لسلمان الفارسي رَضيَ اللهُ عَنْهُ وأطعمت من سنته من آثار النُّبوُّة، واستبرائه عند قدومه عليه، وما وصف له من حاله:
عن بريدة عن أبيه: "أن سلمان لما قدم المدينة أتى رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ بهدية على طبق، فوضعها بين يديه، فقال: «»، قال: صدقة عليك وعلى أصحابك! قال: «»، فرفعها، ثم جاءه من الغد بمثلها، فوضعها بين يديه، فقال: «»، قال: هدية لك، قال: فقال رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ لأصحابه: «»، قال: «»، قال: لقومٍ، قال: «»، قال: فكاتبوني على كذا وكذا نخلة اغرسها لهم ويقوم عليها سلمان حَتَّى تطعم، قال: فجاء النَّبيّ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ فغرس النخل كله إلا نخلة واحدةً غرسها عمر، فأطعم نخله من سنته إلا تلك النخلة، فقال رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ: «»، قالوا: عمر، فغرسها رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ بيده فحملت من عامها" (ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد [9/336-337]، وعزاه للبزار وقال: "ورجاله رجال الصحيح").
ما جاء في إشارته على أبي هُرَيْرةَ الدوسي رَضيَ اللهُ عَنْهُ وغيره بما يكون سبباً للحفظ وإجابة أبي هُرَيْرةَ رَضيَ اللهُ عَنْهُ إليه، وتحقيق الله سبحانه قول رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ وما ظهر فيه من آثار النُّبوُّة:
عن الزهري عن الأعرج في قوله عَزَّ وجَلَّ: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى} [البقرة من الآية:159]، قال: قال أبو هُرَيْرةَ إنكم تقولون: أكثر أبو هُرَيْرةَ عن النَّبيّ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ، والله الموعد، وإنكم تقولون: ما بال المهاجرين لا يحدثون عن رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ بهذه الأحاديث؟ وما بال الأنصار لا يحدثون بهذه الأحاديث؟ وإنَّ أصحابي من المهاجرين كانت تشغلهم صفقاتهم في الأسواق، وإن أصحابي من الأنصار كانت تشغلهم أرضوهم والقيام عليها، وإني كنت امرءً مسكيناً، وكنت أكثر مجالسة رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ أحضر إذا غابوا، وأحفظ إذا نسوا، وإن النَّبيّ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ حدثنا يوماً فقال: «» قال: فبسطت ثوبي أو قال نمرتي، ثم حدثنا فقبضته إليَّ، فوالله ما نسيت شيئاً سمعته منه، وأيم الله لولا أنه في كتاب الله ما حدثتكم بشيء أبداً، ثم تلا: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ} الآية" (أحمد في المسند [2/274]، ونحوه في صحيح مسلم [4/1938] رقم [2491- 2493]، كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي هُرَيْرةَ الدوسي).
ما جاء في شأن أبي زيد عمرو بن أخطب الأنصاري ودعائه له وما ظهر في ذلك من آثار النُّبوُّة:
عن أبو زيد الأنصاري قال: "قال لي رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ: «»، قال: فمسح بيده على رأسي ولحيتي، ثم قال: «»، قال: فبلغ بضعاً ومائة سنةٍ، وما في لحيته بياض إلا نبذ يسير ولقد كان منبسط الوجه، ولم يتقبض وجهه حَتَّى مات" (مُسند أحمدَ، أول مسند البصريين، حديث أبي زيد الأنصاري، قال البيهقي: "وهذا إسناد صحيح موصول، وقد رواه أيضاً الحسين بن واقد" انظر الدلائل [6/211]).
ما جاء في دعائه صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ على من أكل بشماله:
عن سلمة بن الأكوع قال: "أن أباه حدثه أن رجلاً أكل عند رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ بشماله، فقال: «»، قال: لا أستطيع، قال: «»، قال: فما رفعها إلى فيه" (صحيح مسلم [3/1597] [2017- 2023]، كتاب الأشربة، باب آداب الطعام والشراب).
- التصنيف:
- المصدر: