سؤال و إجابة؛ حول معاني الإرادة

منذ 2015-02-01

الإرادة الشرعية ليس لها معنى إلا فيما يريده الله من عباده المكلفين، فمثلًا لا معنى للقول بأن (وقوع التفاحة من شجرتها) إرادة شرعية.

ما الفرق بين الإرادة الكونية والإرادة الشرعية والإرادة الدينية والإرادة الكونية القدرية؟

الجواب:

الإرادة الكونية تعادل الإرادة الكونية القدرية تعادل المشيئة الإلهية؛ والتي تتمثل في كل ما وقع بالفعل، فهذه إرادة كونية.

فالقاعدة أن كل ما وقع بالفعل فهو مُرادٌ كونًا.

والإرادة الشرعية  تعادل محبة الله للفعل المُرَاد، مثلًا إرادة العمل الصالح هي إرادة شرعية وليست بالضرورة كونية، إلا لو وقع العمل الصالح من العبد فهو مرادٌ كونًا أيضًا.

والقاعدة أن كل ما يحبه الله من عباده المكلفين فهو مُرادٌ شرعًا.

الإرادة الشرعية ليس لها معنى إلا فيما يريده الله من عباده المكلفين، فمثلًا لا معنى للقول بأن (وقوع التفاحة من شجرتها) إرادة شرعية.

- أمثلة توضيحية:

مثال: إيمان أبي بكر: هو مراد شرعًا؛ لأنه محبوب لله، ومراد كونًا؛ لأنه وقع بالفعل.
مثال: إيمان أبي جهل: هو مُراد شرعًا؛ لأنه محبوب لله، وليس مرادٌ كونًا، لأنه لم يقع.
مثال: كفر أبي بكر: هو غير مُرادٍ شرعًا؛ لأن الله يكره الكفر لعباده، وأيضًا غير مُرادٍ كونًا؛ لأنه لم يقع.
مثال: كفر أبي جهل: هو غير مُراد شرعًا؛ لأنه مكروه لله، ومرادٌ كونًا؛ لأنه وقع بالفعل.

لكن السؤال:

هل يجبر الله الكافر على كفره، أو المؤمن على إيمانه؟

والإجابة أنه بالرغم أن كفر أبي جهل، أو إيمان أبي بكر -مثلًا- إرادة كونية؛ إلا أنه ليس إجبارًا، بل معناه أن كفر أبي جهل، أو إيمان أبي بكر لم يقع رغمًا عن الله، لكنه ترك الحرية لكليهما؛ أن يؤمنا أو يكفرا، فاختار أبو جهل الكفر، واختار أبو بكر الإيمان.

الإرادة الكونية في هذا التعريف هي كل ما وقع، أو سيقع بالفعل، ويمكن أن نصطلح على تسمية هذا (القضاء) لكن هناك أمر آخر؛ وهو (القدر) -اصطلاحًا أيضًا- وهو كل ما يمكن أن يقع سواء وقع أم لا.

لذا فكل مقضِيٍ مُقدَر، وليس كل مقدرٍ مقضي.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أحمد كمال قاسم

كاتب إسلامي