لا أحب الشباب المازحين
أنا شاب أحسب نفسي من الملتزمين والله حسيبنا ولكن ومشكلتي أنني أحس بالسعادة في قلبي ولكنها لا تظهر في وجهي وأنا لا أستمتع مع أحاديث الناس لأنهم دائمًا لايتكلمون إلا بالدنيا وأنا صراحة أحب الشخص الذي سمته دائماً صارماً في كلامه وشخصية قوية ويكون له هيبة فهل هذه هي مقياس الداعية وأنا أنفر من الملتزم الذي يضحك دائماً ولكن أجدهم ينفرون مني بتلك الشخصية خاصة مدرسيني سابقاً.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
السؤال:
أنا شاب أحسب نفسي من الملتزمين والله حسيبنا ولكن ومشكلتي أنني أحس بالسعادة في قلبي ولكنها لا تظهر في وجهي وأنا لا أستمتع مع أحاديث الناس لأنهم دائمًا لايتكلمون إلا بالدنيا وأنا صراحة أحب الشخص الذي سمته دائماً صارماً في كلامه وشخصية قوية ويكون له هيبة فهل هذه هي مقياس الداعية وأنا أنفر من الملتزم الذي يضحك دائماً ولكن أجدهم ينفرون مني بتلك الشخصية خاصة مدرسيني سابقاً.
الجواب:
من الطبيعي أن تختلف شخصيات الناس وتتفاوت، فمنهم الجاد الصارم، ومنه ممن يتسم بالدعابة والمزاح، ومنهم الهادىء ومنهم غير ذلك..إلخ. وحين يتسم شخص ما بسمة من السمات فمن الطبيعي أن يتعامل مع نفسه على هذا الأساس ولا يأطرها على خلاف ما جبلت عليه. وحين يرى غيره يمتاز بسمة من السمات فقد يدعوه ذلك لأن يتقمص غير شخصيته، وهذا في الأغلب لا ينجح فهو كمن يلبس ثوبًا فصِّل لغيره. كما أنه يجب أن نفرق بين مانختاره لأنفسنا، وبين ما نطالب الناس به، فليس صحيحًا أننا حين نرتاح ارتياحاً نفسياً لأمر من الأمور أو نمط في التعامل مع متطلبات الحياة أن نطالب الناس كلهم بذلك، أو أن نقيس الناس من خلاله. وحين نعود إلى القضية موضوع السؤال وهي المزاح نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم وهو أكثر الناس جدًا وإنتاجًا كان يمازح أصحابه ويضاحكهم. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ قالوا: "يارسول الله، إنك تداعبنا؟" قال: « » (رواه أحمد والترمذي [1990]).
وعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "يَا رَسُولَ اللَّهِ احْمِلْنِي" قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « » قَالَ: "وَمَا أَصْنَعُ بِوَلَدِ النَّاقَةِ؟" فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « » (رواه أبو داود [4998] والترمذي).
وكان صلى الله عليه وسلم يجالس أصحابه، ويسمعهم يتحدثون فيما يجلب الضحك ويتبسم ولا ينكر عليهم، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ: "قُلْتُ لِجَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ أَكُنْتَ تُجَالِسُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟" قَالَ: "نَعَمْ كَثِيرًا كَانَ لَا يَقُومُ مِنْ مُصَلَّاهُ الَّذِي يُصَلِّي فِيهِ الصُّبْحَ أَوْ الْغَدَاةَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ فَإِذَا طَلَعَتْ الشَّمْسُ قَامَ وَكَانُوا يَتَحَدَّثُونَ فَيَأْخُذُونَ فِي أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ فَيَضْحَكُونَ وَيَتَبَسَّمُ" (رواه مسلم).
نعم كثرة المزاح والضحك منهي عنه وهو يميت القلب، لكن حين يكون بالقدر المعقول فلا ينبغي أن يكون محل إنكار، فضلاً عن أن يكون سببًا في النفور من الصالحين والجفاء معهم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
محمد بن عبد الله الدويش
بكالريوس في الاقتصاد الإسلامي وماجستير في التربية وطرق التدريس
- التصنيف:
- المصدر: