ربيع قلبي؛ 6

منذ 2015-02-06

فإن صار القرآن كذلك في القلب وأينعت ثمرات ربيعه، كانت جنة الدنيا، وبهجتها، وزوال كربها، وانفراج همها، وبعدها بإذن الله جنة الآخرة.

أن يكون القرآن ربيع القلب؛ ما أعظم هذا المطلب!
أن يكون القرآن ربيع القلب؛ فهي البهجة والسعادة!
أن يكون ربيع القلب؛ فثم الجمال والاعتدال والصفاء والنقاء وجميل الخصال!
فلما عظم المطلوب؛ عظمت معه صيغة الطلب:

«أسألُكَ بكلِّ اسمٍ هو لك، سمَّيتَ به نفسكَ، أو أنزلتَهُ في كتابِكَ، أو علَّمتَهُ أحدًا من خلقِكَ، أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندِكَ؛ أن تجعلَ القرآنَ العظيمَ ربيعَ قلبي».

إنه سؤال بكل أسمائه الحسنى ما علمنا منها وما لم نعلم
كل أسمائه.
سؤال تقدم بين يديه تذلل وافتقار وانخلاع عن كل حول وقوة؛ «إنِّي عبدُك ابنُ عبدِكَ ابنُ أمَتكَ ناصيَتي بيدِكَ ماضٍ فيَّ حكمُكَ عدْلٌ فيَّ قضاؤُكَ...»
«..أسألك..».
ولماذا كل هذا؟!

ليكون القرآن ربيع القلب، ونور الصدر، وجلاء الحزن، وذهاب الهم والغم.

فإن صار القرآن كذلك في القلب وأينعت ثمرات ربيعه، كانت جنة الدنيا، وبهجتها، وزوال كربها، وانفراج همها، وبعدها بإذن الله جنة الآخرة.

لذا استحق ذلك المطلب أن يقدم له بتلك الصياغة الباهرة، والتضرع الكامل.

- (ربيع قلبي 6).

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام