اللاجئون

منذ 2015-02-07

الهاربون من ويلات الحرب، والفارون من جحيمها، والناجون من أورارها، الذين حالفهم الحظ ووجدوا بيتاً آمناً، لا يسمعون فيه أصوات الأعيرة النارية، ولا انفجارات الصواريخ، ودوي المدافع، ولا يرون المسلحين وبأيديهم البنادق، وعلى أكتافهم القذائف والصواريخ..

الهاربون من ويلات الحرب، والفارون من جحيمها، والناجون من أورارها، الذين حالفهم الحظ ووجدوا بيتاً آمناً، لا يسمعون فيه أصوات الأعيرة النارية، ولا انفجارات الصواريخ، ودوي المدافع، ولا يرون المسلحين وبأيديهم البنادق، وعلى أكتافهم القذائف والصواريخ..

ينامون بهدوء، فرحين مستبشرين راضين عن كل شيء حولهم، لا يريدون المزيد، لا يتبطرون ولا يتبرمون ولا يشكون ولا يعترضون ولا يستكبرون ولا يتأففون.. يحمدون الله سبحانه وتعالى على هذه النعمة الكبيرة، والشعور بالأمان السابغ، يحضنون أطفالهم، ويحنون على بعضهم، ويتراصون في فراشهم ليتسع لهم ويكفيهم..

يسهرون ويتسامرون ويضحكون، وأحياناً يلعبون وترتفع أصواتهم صخباً وفرحاً، ويأكلون جميعاً من صحنٍ واحدٍ، ويشربون من زجاجة ماءٍ واحدة، يحمدون الله بعدها على نعمة الماء الذي أذهب الظمأ، وعلى فضل الطعام الذي أسكت الجوع..

يشعرون بشيء ناعمٍ رقيقٍ تحتهم، وبعضاً من غطاءٍ دافئٍ فوقهم، ينامون وينظرون إلى سقفٍ فوقهم غير السماء..
يحمدون الله أن هناك مصباحاً مضيئاً يتراقص فوق رؤوسهم، يبدد ظلامهم، ويؤنس وحشتهم، ويذكرهم أنهم لاجئين بحمد لله، لهم حق الحياة وحق البقاء، وليسوا مواطنين محرومين من العيش الكريم وحق الحياة.. 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

مصطفى يوسف اللداوي

كاتب و باحث فلسطيني