خواطر في تاريخ العلاقة مع الله

منذ 2015-02-18

عندما يتذكر المرء سلسلة تاريخ علاقته بالله وهداياته لطريقه .. يجد أن الأمر كله بتوفيق الله وفضله، وأنه ليس له من الأمر شئ، وأنه ضعيف بغير حول الله وقوته وإعانته.

محمد شرف الدين

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
تذاكرت مع مجموعة من أصحابي تاريخ علاقة كل واحد منا بالطريق الذي يسلكه ... 

واستفدت بهذه الخصال :

1- عندما يتذكر المرء سلسلة تاريخ علاقته بالله وهداياته لطريقه .. يجد أن الأمر كله بتوفيق الله وفضله، وأنه ليس له من الأمر شئ، وأنه ضعيف بغير حول الله وقوته وإعانته ... 

2- الفتنة ليست ببعيدة عن أي إنسان مهما كانت درجته في أعين الناس .. 

3- لا فضل لأحد على أحد إلا إذا تيسر له بفضل الله أن يكون سببا في أن يعين عبدا أراد الله له الهداية فيوفقه الله ليكون في طريقه وليعلمه ما سيظل في ميزانه .. 

4- علاقة العبد مع الله ليست بثابتة.. وأن العبد بين حالين - البعد والقرب عن مولاه، يقلب الله قلبه كيف يشاء ... 

5- معظمنا يعيش بين الهداية والمعصية ... وينفلت زمام الأمر تدريجيا ما يستمسك المرء بحبل الله ولم يطلب الهداية من الله ويصر ويتوسل لذلك ويستحضر ضعفه بين يدي مولاه .. 

6- الفرق والجماعات قد تكون لها فضل في أول الطريق أن تتعلم منها لطائف وتترك فيك أثرا في عملك، ولكنها تفرق ولا تجمع .. والأفضل هو أن تكون مسلما بلا فرقة أو جماعة وأن تنهل الخير من كل من حولك وأن تتعاون في البر ما استطعت مع ما ترى في نفسك طاقة به .. 

7- الغرور هو أن تظن أنك على شئ، وأنت لست على شئ، وأن تظن أنك ناج وليس معك عهد من الله بذلك، وتتخيل أنك بمجرد أن الله وفقك لصالح الأعمال أنك قد ضمنت الجنة وأنك على أبوابها تُدخل من تشاء في رحمة الله وتُخرج من رحمة الله من تشاء ..

8- من أخطر الأشياء التي تعلمناها وهي ليست من ديننا .. الاستعلاء على الناس بالحال مع الله .. أو الاستعلاء بالإيمان .. وتقسيم الناس وتعريفهم بهذا أخ وهذا ليس بأخ .. بطول لحيته أو بكثرة تواجده في صف جماعة ما .. 

9- الظن في النجاة بالصحبة فقط ليست بشئ، فالصحبة قد تتغير وقد تضل بعد هدى .. المهم هو اتباع طريق الحق ولو قل سالكيه .. 

10- لا تستحقر شئ من الخير يفعله من هو في الظاهر بعيد عن الله، فربما تكون هي حبل عودته إلى الله، وربما تمر الأيام ويكون سهمه في الإسلام أكبر وأمضى من سهمك ... 

11- من أخطر ما كان وما زال في صفوف الكثير من الملتزمين بطريق الله .. قولبة شكل الالتزام بطريق الله .. ومحاولة تأطير المنتج النهائي من تفاعل الوحي الرباني بالفطرة الإنسانية ... وهذا فيه طمس وتحجيم لربانية دعوة الله وقدرات بني آدم ومهمتهم في الاستخلاف .. 

12- من أشد ما أحزن الكثيرين منا في طريق الله .. طرد آخرين لهم بسبب الانتماء لأحزاب أو جماعات أو فرق لم يرد أحدنا أن يرتبط بها قلبا وقالبا في وقت من الأوقات وفضل أن يكون وحده أو في إطار تجربة وخطأ خارج هذه الفرقة أو الجماعة بمنطق أنت لو لست معنا فأنت لست منا ... 

13- من أسوأ الأشياء تذكير أشخاص بتاريخهم الأسود ... وتذكيرهم يا فلان كنت تفعل كذا وكذا .. أو ماذا كنت تفعل قبل التزامك وهدايتك .. أو كيف كان حاله قبل الالتزام تفصيلا لا إجمالا ... فهذا شئ مؤذي للنفس ... وتجعل المرء في حالة من الشجن والحزن وقلة الدافعية للانجاز والعمل ... ولكن أن نستغفر لبعضنا البعض وأن يتراحم بعضنا البعض .. وأن نسأل الله لبعضنا البعض الهداية والغفران ..

14- من قلة خبرتنا دخلنا في مراحل باكرة في معارك جانبية كثيرة لم تكن في أصل طريق الله أو لم تكن من أولويات الدين .. وهذه مهمة يجب أن نعمل عليها في بيان طريق الله والدعوة إليه وأن لا نُدخل كل الناس في معارك ليسوا طرفا فيها ولن يكونوا .. بل الأهم هو أن نتعامل على مراد الله من العباد ... وأن لا نشغل كل من في أول الطريق بمشكلات من سبقوه ... 

15- لا زالت هناك حالة نحمد الله عز وجل عليها من فضله وكرمه ومنته علينا وهدايات مرحلية يمر بها المرء .. وهي ليست محطة واحدة وفقط .. بل هي حالة مستمرة من الهدايات والانحرافات .. الاعوجاج والسقوط من العبد .. ثم الهداية والانقاذ والنجدة من الله .. فالاستقامة من العبد حينا .. ثم الفتور حينا آخر ... هكذا نتقلب كأناسي في طريق الله .. 


نسأل الله لنا ولكم أن يهدينا سواء السبيل .. وأن يثبت قلوبنا على دينه .. وأن يفيض علينا من أنوار الهداية ... وأن يحينا على الإيمان .. وأن يميتنا على الإسلام ... وأن لا يقبضنا إليه مبدلين أو مفتونين أو فاتنين .. وأن يستخدمنا ولا يستبدلنا.

محمد شرف الدين