طائرات التصوير فوق باريس والماكينة اليهودية
مؤخرًا ظهرت إعلانات لبعض الشركات التي تنتج هذه الأنواع من الطائرات المسيرة، وهي تنقل المأكولات والمشروبات من باب تحسين الخدمة والتميز، وربما هذا الذي يزعج الأجهزة الأمنية الغربية من استخدام هذا النوع من الخدمات الطائرة واستخدامها في أغراض أخرى خارج السيطرة.
الذعر المبالغ فيه في فرنسا بشأن ما أثير حول الطائرات بدون طيار المجهولة التي تحلق فوق باريس، أعطى انطباعًا وكأن فرنسا تتعرض للغزو، ففجأة تعددت الروايات التي أثارت الفزع بين الفرنسيين حول هذه الطائرات الغامضة، التي تطير فوق مناطق مهمة مثل برج إيفل والسفارة الأمريكية وحديقة الكونكورد، ومما زاد الغموض أن السلطات الفرنسية بكل ما لديها من أقمار صناعية لم تستطع رصد مناطق انطلاق هذه الطائرات ولا مواقع هبوطها!
يبدو من المعلومات وردود الفعل المصاحبة للحدث أن هناك من يوظف الموضوع لأجندة الخوف، لتهيئة الشعب الفرنسي للحروب التي تخوضها القيادة الفرنسية والجديدة التي فرنسا تخطط لخوضها في العالم العربي والإسلامي.
فهذه المخاوف المصطنعة، والمبالغة في رفع درجة الخطر لا تتناسب وهذا النوع من الطائرات الصغيرة المسيرة، التي لا يزيد وزنها عن كيلو جرام واحد، وهي تباع في الأسواق، ويلعب بها الصغار والكبار بالريموت كنترول، وهذا النوع من الطائرات به كاميرا للتصوير وليس لديها القدرة على حمل أي أثقال تشكل خطورة.
والصور التي تلتقطها هذه الطائرات المسيرة لا تشكل تهديدًا كبيرًا للأمن في زمن السلم أو الحرب، وكما نعلم فإن التصوير لا يشكل خطورة كبرى في عالم اليوم، حيث أن صور الأقمار التي تبث عبر جوجل إيرث وغيره أكثر دقة، وهي متاحة مجانًا لمن يريد.
مؤخرًا ظهرت إعلانات لبعض الشركات التي تنتج هذه الأنواع من الطائرات المسيرة، وهي تنقل المأكولات والمشروبات من باب تحسين الخدمة والتميز، وربما هذا الذي يزعج الأجهزة الأمنية الغربية من استخدام هذا النوع من الخدمات الطائرة واستخدامها في أغراض أخرى خارج السيطرة.
قد تكون هذه الحملة الإعلامية بداية لحملات منسقة لوضع قيود على الشركات التي تنتج هذه الأنواع الجديدة من هذه الطائرات، ومن ناحية أخرى قد تكون حملة دعاية تقف خلفها الشركات التي تنتج هذه الطائرات -غير الخطرة- لترويج بيعها وفتح أسواق جديدة لها، خاصة أن مليارات الدولارات تم ضخها في هذه التقنية الجديدة.
الغريب في الحالة الفرنسية هو توظيف الخوف في إطار خطة التهيئة للحروب التي تخوضها الدول الغربية بالمنطقة العربية، وتم ربط الهلع المفتعل الذي أشعله الإعلام في باريس بالقبض على 3 صحفيين، قيل أنهم يعملون في قناة الجزيرة لربط الحدث بالمنطقة العربية، وبسرعة تم اتهامهم باستخدام الطائرات للتصوير بدون تصريح!
لقد ثبت أن العاملين في الجزيرة كانوا في غابة للتنزه وليسوا وراء الطائرات التي حلقت فوق باريس، وقال متحدث باسم مكتب الادعاء الفرنسي: "لا علاقة في الوقت الراهن بين القبض على العاملين في قناة الجزيرة وما يتصل بتحليق الطائرات بدون طيار ليلاً."
ما حدث في فرنسا نموذجًا لكيفية توظيف مناخ الخوف ضد العرب والمسلمين في كل الحالات، ويوضح كيف تلعب الدعاية الصهيونية في استغلال الأحداث حتى ولو كانت عادية أو صغيرة في صناعة حالة من الرعب المتخيل، في إطار الحرب العالمية ضد ما يسمى: "الإرهاب الإسلامي" لتقديم المبرر للجهد الحربي المتواصل ضد المسلمين قتلاً وإبادة.
عامر عبد المنعم
كاتب صحفي
- التصنيف: