مع القرآن - شياطين

منذ 2015-03-10

شرير بطبعه مختلف عن أهل الخير والإيمان، هكذا ديدن أهل الشر من شياطين الإنس والجن. وقد أوضحت الشريعة هذه المعاني بجلاء حتى يحذر المسلم من شياطين الإنس والجن.

شرير بطبعه مختلف عن أهل الخير والإيمان، هكذا ديدن أهل الشر من شياطين الإنس والجن. وقد أوضحت الشريعة هذه المعاني بجلاء حتى يحذر المسلم من شياطين الإنس والجن.

قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسير الاستعاذة:
والشيطان في لغة العرب مشتق من شَطَن إذا بعد، فهو بعيد بطبعه عن طباع البشر، وبعيد بفسقه عن كل خير، وقيل: مشتق من شاط لأنه مخلوق من نار، ومنهم من يقول: كلاهما صحيح في المعنى، ولكن الأول أصح، وعليه يدل كلام العرب.

قال أمية بن أبي الصلت في ذكر ما أوتي سليمان عليه السلام:

أيما شاطِنٍ عصاه عكاه *** ثمّ يُلْقى في السِّجْن والأغلال

فقال: أيما شاطن، ولم يقل: أيما شائط.
وقال النابغة الذبياني- وهو: زياد بن عمرو بن معاوية بن جابر بن ضباب بن يربوع بن مرة بن سعد بن ذُبْيان-:

نأت بسعاد عنك نَوًى شَطُونُ *** فبانت والفؤادُ بها رَهِينُ

يقول: بعدت بها طريق بعيدة.
وقال سيبويه: العرب تقول: "تشيطن فلان إذا فَعَل فِعْل الشيطان ولو كان من شاط لقالوا: تشيط".
والشيطان مشتق من البعد على الصحيح؛ ولهذا يسمون كل ما تمرد من جني وإنسي وحيوان شيطانًا، قال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا} [الأنعام:112].

وفي مسند الإمام أحمد، عن أبي ذر رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا ذر تعوّذ بالله من شياطين الإنس والجن»، فقلت: أو للإنس شياطين؟ قال: «نعم»، وفي صحيح مسلم عن أبي ذر -أيضًا- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقطع الصلاة المرأة والحمار والكلب الأسود»، فقلت: يا رسول الله، ما بال الكلب الأسود من الأحمر والأصفر فقال: «الكلب الأسود شيطان».

والرّجيم: فعيل بمعنى مفعول، أي: إنه مرجوم مطرود عن الخير كله، كما قال تعالى: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ} [الملك من الآية:5]، وقال تعالى: {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ . وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ . لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلإ الأعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ . دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ . إِلا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ} [الصافات:6-10]، وقال تعالى: {وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ . وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ . إِلا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ} [الحجر:16-18]، إلى غير ذلك من الآيات.

وقيل: "رجيم بمعنى راجم ؛ لأنه يرجم الناس بالوساوس والأول أشهر".

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
دفع شيطان الإنس، ودفع شيطان الجن
المقال التالي
بركة (بسم الله)