قلائد العقيان

منذ 2015-03-14

قصيدة تعينك على حفظ القرآن إن شاء الله تعالى، هذه القصيدة الرائعة جمع فيها الشيخ (محمد أبو الحسن الكرديّ) شروط وآداب حفظ القرآن وطرق مراجعته.

قصيدة تعينك على حفظ القرآن إن شاء الله تعالى.
هذه القصيدة الرائعة جمع فيها الشيخ (محمد أبو الحسن الكرديّ) شروط وآداب حفظ القرآن وطرق مراجعته.
 

الحمدُ للهِ الذي أغناني *** وأعزَّني بتلاوة القرآنِ
ثم الصّلاةُ على النّبيّ المصطفى *** خيرِ البرايا مِنْ بَني عدنانِ
يا طالباً سُبُلَ النَّجاة وراغباً *** حفظَ القرآن بلهْفةٍ وتَفَانِ
إني أسوق موضحاً لك خطة *** تبدو كمثل قلائد العقيانِ
تقرأ بها القرآن سَهلْاً ليناً *** تنجو بها من آفة النسيانِ
أخْلِصْ لربّك وادْعُه ليثبِّتْك *** ويزيلَ عنْكَ وساوِسَ الشَّيطانِ
ودَعِ الذنوب كبيرَها وصغيرَها *** فالذنبُ يطفئ جذوة الأذهانِ

وعليك بالشيخ المؤيَّدِ بالسَّنَد *** الحافظ الثقة الكريمِ الداني
الزاهدِ الورعِ المضيئةِ حالُه *** بمكارم ِالأخلاقِ والإيمانِ
لا تنقطعْ عن درس شيخك مرةً *** واحذرْ من الإهمال والرَّوَغانِ
اذهبْ إليه ولو بحفظك آيةً *** فالوصلُ يروي ظُلّة الظمآنِ
عقبَ الصلاة احفظْ ثلاثةَ أسطر *** مع كلِّ فرضٍ لا تكنْ بالواني
مجموعُها هي عشرةٌ مع خمسةٍ *** في كلّ يومٍ باسمٍ ريَّانِ
مجموعها في ستة يا صاحبي *** تسعون سطراً وُضِّحَتْ ببيانِ

في سابع الأيام راجعْ ما مضى *** لتثبِّت المحفوظَ في رسخانِ
إنْ شئتَ فاحفظْ خمسَ آياتٍ فقط *** في كلِّ يومٍ طيِّبِ الأركانِ
مجموعها خمسون مع مئةٍ إذاً *** في كل شهرٍ يا أولي الحُسْبانِ
راجعْ وكرِّرْ ما حفِظْتَ بلا ملَلْ *** واكتبْهُ مشروحاً ببعض معانِ
راجعْ مع الأصحاب في وقت اللِّقا *** والنُّصح للأخوات والإخوانِ
وقراءة في هاتفٍ لو آية *** خيرٌ من البُطْلان والهذيانِ
واقرأ بوِرْدِك في قيامك بالدُّجى *** فالليلُ فيه لطائفُ المنَّانِ
في سائر الصلوات أيضا فاقرأٓنْ *** واشكُرْ لربِّك واسعِ السُّلْطانِ

وانظرْ إلى الآياتِ إنَّ النظر *** عَوْنٌ لنَقْشِ الذِّكْرِ في الأذهانِ
واحفظْ فؤادَك ما استطعت من الهوى *** حتى يُضيء القلبُ بالقرآنِ
وعليك بالمتشابهات فإنّها *** عَوْنٌ لحفظ الذكر والتبيانِ
إنَّ التشابُهَ في القرآن كرامةٌ *** للحافظ المتدبِّر اليقظانِ
وإذا نسيت الحفظ أو كثُر الخطأ *** لا تيأسَنْ فذا من الشيطانِ
وإذا ختمْتَ فراجعَنْ في سبعةٍ *** متأسياً بنبيك الإنسانِ
وابرأْ من الشِّرْك الخَفيِّ وشرِّه *** واطهَرْ من الأحقاد والأضغانِ

لا تنتظرْ أبداً ثناءً من أحد *** أو مأرَباً إذْ كلُّ شيءٍ فانِ
سِرْ خاشعاً والبَسْ ثياباً طيِّباً *** متطيباً بالطِّيْبِ والرَّيْحانِ
وخذِ السِّواكَ معَ القَرُنْفُل في فمِكَ *** متنظِّفاً لحلاوةِ القرآنِ
ودَعِ القبائِحَ والرَّذائِلَ والمِرَا *** لا تغْدُ في الأفعالِ كالصِّبْيانِ
ودَعِ القراءةَ في مكانٍ سيِّئٍ *** كمَكانِ أهْلِ الفِسْقِ والعِصْيانِ
ودَعِ التَّسَوُّلَ بالقرآن وعِشْ بِه *** رجُلاً كريمَ الطَّبْعِ غيرَ جَبَانِ
واسْتغْنِ بالقُرْآنِ عنِ دُنْيا البَشَر *** ثمَّ اسْتَعِنْ بالخالقِ الرَّحمـنِ

نزَلَ القرآن لتَعْمَلُوا قَومي به *** لم يأتِ للزِّيناتِ والأحْزانِ
يا حامِلَ القرآنِ فاقرأ وارْتَقِ *** رتِّلْ  فأنْتَ المُؤمِنُ الرَّبَّاني
بلْ أنتَ خيْرُ النَّاسِ قالَ المصطفى *** بحديثِه المرويّ عن عثمانِ
يا ربِّ عفْواً إنْ أسَأْتُ فإنَّني *** عبْدٌ ضَعيفٌ يا إلهي فانِ
ولئِنْ أصبْتُ فمِنْك وحْدَك خالقي *** أنتَ الكريمُ وواسِعُ الغُفْرانِ
نَظَمَ الكلامَ محمَّدُ بنُ أبي الحسنْ *** أكرِمْهُ يا ذا الفَضْلِ والإحسانِ
ورِفاقَهُ في مجلسِ اقرأ وارتَقِ *** اِغْفِرْ لهُمْ بِشَفَاعَةِ القُرْآنِ
وكذاك كُلَّ مُرَتِّلٍ ومُعَلِّمٍ *** أَغْدِقْ عليهم نِعْمَةَ الرِّضْوانِ

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام