هوى العوام في تتبع الرخص

منذ 2015-03-18

ويقول العلامة عبد الكريم الخضير حفظه الله ليس للمسلم أن يختار أسهل الأقوال، لأنه بهذه الطريقة يتنصَّل من التكاليف الشرعية أو جُلِّها، بل على الشخص أن يختار من أقوال العلماء أرجحها من حيث الدليل إن كان أهلاً للنظر والموازنة، وإن لم يكن فعليه أن يُقلِّد أوثق العلماء في نفسه علماً، وديناً، وورعاً. قال تعالى :" إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو القى السمع وهو شهيد " وقال سبحانه :"وبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه".

ثلاث منجيات: خشية الله في السر والعلانية، والقصد في الفقر والغنى، وكلمة الحق في الغضب والرضا، وثلاث مهلكات: شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه" فكل من خالف أمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم وهو يعلم ذلك فقد إتبع هواه وضل عن سبيل الله قال تعالى:{ فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ} القصص:50" وبقدر معصية العبد وإعراضه واتباعه لهواه يناله الذل، والخزي في الدنيا، ويناله العذاب يَوْمَ القِيَامَةِ، وهذه سنة الله التي لا تتخلف ولا تتبدل ،قال تعالى{ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ} وتوعد سبحانه من خالف امر رسوله صلى الله عليه وسلم بالعقوبة العاجلة والآجلة فقال تعالى:{فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم} قال ابن كثير – رحمه الله ،أي :فليحذر وليخش من خالف الرسول باطنا وظاهرا. أن تصيبهم فتنة ، أي: في قلوبهم من كفر أو نفاق أو حد أو حبس أو نحو ذلك.

ان مما اخشى عليكم شهوات الغي في بطونكم وفروجكم ومضلات الهوى" وكان من دعائه عليه الصلاة والسلام: " اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء" ويقول الإمام علي رضي الله عنه: إن أخوف ما أتخوف عليكم اثنتان طول الأمل وإتباع الهوى فأما طول الأمل فينسي الآخرة وأما إتباع الهوى فيصد عن الحق قال شي.خ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وصاحب الهوى يعميه الهوى ويصمُّه فلا يستحضر ما لله ورسوله من الأمر, ولا يطلبه أصلا ولا يرضى لرضى الله, ولا يغضب لغضب الله ورسوله, بل يرضى إذا حصل ما يرضاه بهواه, ويغضب إذا حصل ما يغضب له بهواه, عباد الله إن علاج الهوى يكون بالتجرد لله والخشية منه سبحانه بانقطاع القلب عن حظوظ النفس المزاحمة لمراد الرب منه، وعن التفات القلب إلى ما سوى الله، رغبة فيه، وحباً وخوفاً ورجاءً وإنابة وتوكلاً " فالمطلوب من المؤمن أن يتجرد في أعماله لله سبحانه وتعالى من كل ما سواه، وأن تكون الحركة والسكون في السر والعلن لله تعالى، لا يمازجه نفس ولا هوى ولا دنيا ولا جاه ولا سلطان حتى لا يكن صاحب الهوى ممن اتبع هواه وضل وتاه وأمسى إنساناً سائباً لا ينضبط بضابط، ولا ينزجر بزاجر قال تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام { َلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً }.فلا تكن يا عبد الله بعد هذه الذكرى ممن قال الله فيهم { وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفاً أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ}.وأتمر بما أمر الله نبيك به فقال سبحانه لنبيه { ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ }{ وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ }.

 ويقول العلامة عبد الكريم الخضير حفظه الله ليس للمسلم أن يختار أسهل الأقوال، لأنه بهذه الطريقة يتنصَّل من التكاليف الشرعية أو جُلِّها، بل على الشخص أن يختار من أقوال العلماء أرجحها من حيث الدليل إن كان أهلاً للنظر والموازنة، وإن لم يكن فعليه أن يُقلِّد أوثق العلماء في نفسه علماً، وديناً، وورعاً. قال تعالى :" إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو القى السمع وهو شهيد " وقال سبحانه :"وبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه".


عبد الله قهبي