شبهات حول الإسلام - المتاع الحسي الغليظ
وما أحوجه إليه ينقذه من سلطان الشهوات، هذه هي أوربا قد غرقت في شهواتها الدنسة لا تفيق منها. فماذا كانت نتيجة ذلك في العالم كله؟ لقد تقدم العلم، نعم، ولكن البشرية لم تتقدم، ولم يحدث قط أن تقدمت البشرية وهي مستعبدة لشهواتها، غارقة في المتاع الحسي الغليظ.
وما أحوجه إليه ينقذه من سلطان الشهوات، هذه هي أوربا قد غرقت في شهواتها الدنسة لا تفيق منها. فماذا كانت نتيجة ذلك في العالم كله؟ لقد تقدم العلم، نعم، ولكن البشرية لم تتقدم، ولم يحدث قط أن تقدمت البشرية وهي مستعبدة لشهواتها، غارقة في المتاع الحسي الغليظ.
ولقد يبهر التقدم العلمي بعض الناس في الشرق والغرب، فيحسبون أن الطائرة الصاروخية والقنبلة الذرية وجهاز الراديو والغسالة الكهربائية هي التقدم! ولكن ذلك ليس مقياسه الحق، وإنما المقياس الذي لا يخطئ هو مقدار استعلاء الإنسان على ضروراته: فهو مرتفع كلما استطاع، وهو هابط كلما أخفق، مهما ارتقت علومه ومعارفه.
وليس هذا مقياساً تحكمياً تضعه الأديان، أو علم الأخلاق، بغير مبرر ولا رصيد من الواقع. فلنستعرض التاريخ: كم أمة استطاعت أن تعيش قوية متماسكة، تعمل لخير البشرية وتقدمها، بينما أهلها مشغولون بالمتاع الزائد عن الحد؟ ما الذي حطم مجد اليونان القديمة؟ وروما القديمة؟ وفارس القديمة؟ما الذي حطم العالم الإسلامي في نهاية العصر العباسي؟ وكيف صنعت فرنسا الداعرة في الحرب الأخيرة؟ ألم تسلم عند أول ضربة، لأنها أمة مشغولة بمباذلها وشهواتها عن الاستعداد النفسي والمادي للدفاع عن بلادها؟ أمة تخاف على عمائر باريس ومراقصها من تدمير القنابل، أكثر مما تخاف على كيانها وكرامتها " التاريخية "؟!
محمد قطب إبراهيم
عالم معروف ، له مؤلفات قيمة ومواقف مشرفة.
- التصنيف:
- المصدر: