شبهات حول الإسلام - إسلامنا نظاماً عملياً
الإسلام لم يكن دعوة نظرية. وإنما كان نظاماً عملياً يعرف حاجات الناس الحقيقية ويعمل على تحقيقها.
ولكنا نكتفي هنا بالإشارة إلى الحقائق التالية: أولاً: أن الإسلام لم يكن دعوة نظرية. وإنما كان نظاماً عملياً يعرف حاجات الناس الحقيقية ويعمل على تحقيقها.
ثانياً: أنه في سبيل تحقيق هذه الحاجات يسعى إلى التوازن المطلق بقدر ما تطيقه طبائع البشر، فيوازن أولاً في نفس الفرد بين حاجات الجسد وحاجات العقل وحاجات الروح، ولا يترك جانباً منها يطغى على جانب آخر. فلا يكبت الطاقة الحيوية في سبيل الارتفاع بالروح، ولا يبالغ في الاستجابة لشهوات الجسد إلى الحد الذي يهبط بالإنسان إلى مستوى الحيوان، ويجمع بين ذلك كله في نظام موحد لا يمزق النفس الواحدة بين الشد والجذب، ولا يوجهها وجهات شتى متناقضة. ثم يوازن ثانياً بين مطالب الفرد ومطالب المجتمع، فلا يطغى فرد على فرد، ولا يطغى الفرد على المجتمع، ولا المجتمع على الفرد، ولا طبقة على طبقة، ولا أمة على أمة. وإنما يقف الإسلام بين هؤلاء جميعاً يحجز بينهم أن يتصادموا، ويدعوهم جميعاً إلى التعاون في سبيل الخير الإنساني. ثم هو أخيراً يوازن في نظام المجتمع بين مختلف القوى: يوازن بين القوى المادية والقوة الروحية، وبين العوامل الاقتصادية والعوامل " الإنسانية ". فلا يعترف - كما تصنع الشيوعية - بأن العوامل الاقتصادية أو القوى المادية هي وحدها المسيطرة على الإنسان. ولا يؤمن - كما تصنع الدعوات الروحية الخالصة أو المذاهب المثالية - بأن العوامل الروحية أو المثل العليا تستطيع وحدها أن تنظم حياة البشر. وإنما يؤمن بأن هذه جميعاً عناصر مختلفة يتكون من مجموعها " الإنسان ". وأن النظام الأفضل هو النظام الأشمل، الذي يستجيب لمطالب الجسد ومطالب العقل ومطالب الروح في توازن واتساق.
محمد قطب إبراهيم
عالم معروف ، له مؤلفات قيمة ومواقف مشرفة.
- التصنيف:
- المصدر: