أهل الأعراف - (6) صفة المؤمن وتعامله مع الذنب
قطعًا لا يوجد تلازم بين الاستقامة والتمسك بالدين، وبين العصمة التي هي أمر قاصر على الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، بينما عموم المخلوقين خطاءون يعصون ويزلون ويذنبون..
هل تقصد أنه لأجل أن أنجو من مصير أهل الأعراف علي أن أكون معصومًا لا أخطيء، ومنزهًا لا أزل ولا أعصي؟!
الجواب: لا.
قطعًا لا يوجد تلازم بين الاستقامة والتمسك بالدين، وبين العصمة التي هي أمر قاصر على الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، بينما عموم المخلوقين خطاءون يعصون ويزلون ويذنبون، لكن الفارق كبير بين الذنب الذي يدرك صاحبه أنه ذنب ويسعى للإقلاع والتوبة عنه، وبين المجاهر المُصر عليه الذي لا يرى أو يرى من حوله بأسًا فيما فعل ويفعل، مهما بلغت درجة فجوره..
مشكلة المصر أنه متصالح مع ذنوبه قرر التطبيع معها..!
ولكي تنجو من مرافقة أهل الأعراف.. فالحل بسيط لخصه النبى صلى الله عليه وسلم حين ذكر صفة المؤمن وتعامله مع الذنب الذي ضعف أمامه واعتاده الفينة بعد الفينة..
قد لخص تلك الصفات فى جملة جامعة رائعة جمعت صفات أربعة تتوازن سويا فقال: « » (السلسلة الصحيحة:3132).
(فمفتنًا) تعادلها (توابًا) فهو عرضة للفتن وقد يقع فيها لكنه يسارع بالتوبة..
وهو نسيٌّ يقع في الغفلة ويعتريه النسيان كما اعترى أباه الأول.. لكنه في النهاية يقبل التذكرة والنصح، ويتذكر الاستقامة، ببساطة هي عبارة عن قرار، نقطة فصل.. منحنى تحول..
ينتقل الإنسان بعده إلى مرحلة جديدة مختلفة تمامًا، الأصل فيها عنده أن يطيع الله ورسوله فيما أمر وينتهي عما نهى، والاستثناء لديه أن يعصى أو يضعف، ثم لا يلبث أن يعود مرة أخرى، ويتوب ويؤوب، ولا يستسلم لذنبه كما استسلم أولئك الماكثون هنالك.. (فوق الأعراف).
- التصنيف: