مع القرآن - أتباع كل دجال
كنت أتعجب عندما أقرأ أخبار الدجال وأتباعه في آخر الزمان.. كيف لهؤلاء أن يتبعوه مع وضوح العلامة ومع عظيم فتنته وتحذير كل الرسل منه.. ثم بدأ العقل يفهم واللب يهدأ لما رأيت بأم عيني كيف يتبع الناس من هم دون الدجال من دجاجلة صغار في عصرنا الحاضر، يطلون على الناس من شاشات مأجورة فينكرون الشرع ويحاربونه، ويشوهون القرآن والسنة ويحرفونهما..
من تأمل القرآن وجد فيه كل الإجابات لكل التساؤلات الحائرة..
المرء منا يعجب لأناس لا ينفع معهم إنذار المنذرين، أو حجج المتقين أو تخويف الناصحين..
مهما وضح لهم الحق ابتعدوا عنه، ومهما تعرى لهم الباطل ارتموا في أحضانه.. عجباً لهم!
كنت أتعجب عندما أقرأ أخبار الدجال وأتباعه في آخر الزمان..
كيف لهؤلاء أن يتبعوه مع وضوح العلامة ومع عظيم فتنته وتحذير كل الرسل منه..
ثم بدأ العقل يفهم واللب يهدأ لما رأيت بأم عيني كيف يتبع الناس من هم دون الدجال من دجاجلة صغار في عصرنا الحاضر، يطلون على الناس من شاشات مأجورة فينكرون الشرع ويحاربونه، ويشوهون القرآن والسنة ويحرفونهما، ويشوهون رموز الإسلام وتاريخه..
فتذكرت من تأثروا بسحرة فرعون عندما سحروا الأعين واسترهبوا القلوب، وعندما تأملت الإشارات القرآنية حول صنف من البشر لا ينفع معهم نصح ولا إنذار، ظهر الأمر جليًا.. والأهم أن يسأل كل منا ربه ألا يدخل في زمرة هؤلاء.
قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} [البقرة:6]
قال ابن كثير: يقول تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا} أي: غَطوا الحق وستروه، وقد كتب الله تعالى عليهم ذلك، سواء عليهم إنذارك وعدمه، فإنهم لا يؤمنون بما جئتهم به، كما قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ . وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الألِيمَ} [يونس:96-97].
وقال في حق المعاندين من أهل الكتاب: {وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ} الآية [البقرة من الآية:145] أي: إن من كتب الله عليه الشقاوة فلا مُسْعِد له، ومن أضلَّه فلا هادي له، فلا تذهب نفسك عليهم حسرات، وبلّغهم الرّسالة، فمن استجاب لك فله الحظ الأوفر، ومن تولى فلا تحزن عليهم ولا يُهْمِدَنَّك ذلك؛ {فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ} [الرعد:40]، و{إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} [هود:12].
وقال محمد بن إسحاق: حدثني محمد بن أبي محمد، عن عكرمة، أو سعيد بن جبير، عن ابن عباس: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا} أي: بما أنزل إليك، وإن قالوا: إنَّا قد آمنا بما جاءنا قبلك {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ} أي: إنهم قد كفروا بما عندهم من ذكرك، وجحدوا ما أخذ عليهم من الميثاق، فقد كفروا بما جاءك، وبما عندهم مما جاءهم به غيرك، فكيف يسمعون منك إنذارًا وتحذيرًا، وقد كفروا بما عندهم من علمك؟!
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: