أسهل طريق لتصبح من المشاهير
السّعي للشّهرة بأي ثمن شهوة مُستعارة، تجد أحدُهم على استعداد أن يُفسد دين الملايين لأجل مقابلة تليفزيونية أو لقاء صحفي، هؤلاء يعرفهم النّاسُ بُرهةً ثم سريعاً تُطوى صحُفهم ويتلاشى ورقهم، ذاك أنّ الأشياء الجميلة تُعمّر والأشياء القبيحة يذهب أهلها ويبقى عارها! وما كان لله دام واتصل وما كان لغير الله انقطع وانفصل.
ذكر ابنُ الجوزيّ في المنتظم: "بينما الحُجّاجُ يطُوفون بالكعبةِ ويغرفُون الماءَ من بئرِ زمزمٍ، إذ قامَ أعرابيٌّ فحسَرَ عن ثوبه، ثمّ بالَ في البئرِ والنّاسُ ينظُرون! فما كانَ منهم إلا أن انهَالُوا عليه بالضّربِ حتى كادَ أن يموت، فخلّصه حُرّاسُ الحَرَمِ منهم وجاؤوا به إلى أمير مكّة فقال له: قبّحَكَ الله، لِمَ فعلتَ هذا؟! فقال: حتى يعرفني النّاسُ فيقولون هذا الذي بال في بئر زمزم"!
يستفاد من هذه القصة أن الشهرة أمر يسير، ومما استفدته من العلامة (الحسن النتيفي رحمه الله) في إحدى دروسه المسجلة قال: "شحال من مشهور مكعور"، بالكاف المعقودة، وقد ابتلينا في هذا الزمن بهذا الداء العضال وهو (حب الشهرة والظهور) وقديمًا قيل حب الظهور يقصم الظهور، وخاصة مشهوري الفايسبوك والإعلام عمومًا.
إذا كان المرءُ من أهلِ الدّين فأمامه للشّهرة ثلاث طرق:
الأول طريق (أبي حنيفة، ومالك، والشّافعيّ، وأحمد)، ومن سلك سبيل العلماء الربانيين من المتأخرين كـ(أحمد شاكر، والألباني، وابن باز، وتقي الدين الهلالي، وابن عثيمين)، واللائحة طويلة لا يتسع المقام لعدّها، هربوا من الشهرة والأضواء فتبعتهم مُنقادة وهؤلاء لم يخلُ منهم زمان قط.
والطّريقُ الثاني طريق "خالف تعرف" عن طريق الفتاوى الشّاذة، والآراء الغريبة باسم الدين تحت غطاء الشهادات وأصحاب الدال المهملة مع الأسف! كأمثال المعتوه (مصطفى بوهندي) صاحب التسويد (أكثر أبو هريرة) والمدعو (آيت بلعيد) مفتي (fm) وعبد الباري الزمزمي صاحب فتاوى الجنس الغريبة.
والطريق الثالث: طريق الأدعياء من بعض حدثاء الأسنان ومسكثري الإجازات والتشبع بما لم يعط، والتزبب قبل التحصرم ويريد أن يطير ولما يريش، والإغراق في تصوير نفسه وتبجيل شخصه ومدح عمله، وهذا حال بعض شبابنا هداهم الله طريق الرشاد.
وأما إن لم يكن له في الدّين ناقة ولا جمل، سلكَ طريق أعرابيّ زمزم! وأخذ يقيء عفن كتب الزندقة والإلحاد على بني جلدته، فهو مستعد للطعن في القرآن والسنة كي يشتهر، كالمدعو عصيد والغزيوي في جريدته الأخباث وبعض المترجلات الفاشلات من سدنة بعض الجمعيات النسوية العلمانية، فتجد أحدهم "طرطورًا" وببغاء يردد إلحاد من تقدمه من رؤوس الزندقة في العالم وحاله كما يقول المغاربة: "اللي رضع من الكلبة ينبح".
السّعي للشّهرة بأي ثمن شهوة مُستعارة، تجد أحدُهم على استعداد أن يُفسد دين الملايين لأجل مقابلة تليفزيونية أو لقاء صحفي، هؤلاء يعرفهم النّاسُ بُرهةً ثم سريعاً تُطوى صحُفهم ويتلاشى ورقهم، ذاك أنّ الأشياء الجميلة تُعمّر والأشياء القبيحة يذهب أهلها ويبقى عارها! وما كان لله دام واتصل وما كان لغير الله انقطع وانفصل.
كتبه محبكم
د. حميد العقرة
- التصنيف: