حكايات قبل النوم - حكاية خيال المآتة
كان وياما كان ولا يحلى الكلام إلا بذكر الله والصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام.. عليه الصلاة والسلام.
كان فيه خيال مآتة وحيد وقلبه طيب، وكان عايش وسط الحقول.. يشوف كل الكائنات أصحاب أصحاب.. النمل عايش في مستعمرة.. القطط بتلعب مع بعض.. والعصافير بيقفوا على غصون الشجر يسبحوا بحمد الله ويغنوا مع بعض، وهووحيد وقلبه طيب.. وبيحب العصافير ونفسه يكون صاحبهم ويقفوا على راسه ويسبح ويغني معاهم..
صحى الصبح فتح دراعاته عشان يرحب بالعصافير، لكن الغريب! إنهم كانوا بيهربوا منه ويطيروا يستخبوا على فروع الشجر! كل يوم يصحى الصبح يفتح دراعاته عشان يرحب بالعصافير وهم يجروا يستخبوا في الشجر!
قعد يبكي ويصرخ فيهربوا منه أكتر! لحد في يوم ما جه الهدهد الحكيم على صوت بكائه وسأله ليه بيعمل كده؟ قاله بحب العصافير وبحب صوت تسبيحهم وهم بيهربوا مني، وأنا نفسي أكون صاحبهم..
الهدهد الحكيم فهم الحكاية وسابه وطار بعيد.. وخيال المآتة بقى يبكي ويصرخ أكتر محدش بيحبني!
رجع الهدهد الحكيم ومعاه "مرايا" وحطها قدام خيال المآتة عشان يشوف فيها نفسه وهو بيصرخ.. خيال المآتة انتبه على صورته في المرايا وهو بيصرخ شكله مخيف! وفهم ساعتها ليه العصافير كانت بتهرب منه..
وإنه مش كفاية يكون قلبه طيب ومليان بالحب للعصافير، لكن لازم يترجم الحب ده لابتسامة وكلام طيب عشان يفهموا إنه بيحبهم، وإنه لما بيفتح دراعاته مش عايز يخوفهم ويبعدهم! لكن بيفتحلهم حضنه وعايز يتونس بقربهم منه ويصاحبهم..
وفعلا صحي الصبح وقعد يغني بصوت جميل ويبتسم للعصافير، وجم على صوته الجميل وقعدوا يغنوا مع بعض ويسبحوا بحمد الله.. توتة توتة خلصت الحدوتة.
ريهام فوزي
كاتبة إسلامية
- التصنيف: