المحجبات في تونس!!
منذ 2008-10-02
ويسمعون مني كلمة صريحة تعلمتها من حبيبي صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال: «أن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته» [رواه البخاري]....
تحاول عشرات الآلاف من الفتيات المؤمنات المحجبات أن يبدأن بالدراسة في المدارس أو المعاهد أو الكليات ولكنهن يطردن من هذه المؤسسات طردا وكأنهن مجرمات!! بل حتى لو نزعت حجابها فلا يسمح لها ببدء الدوام والدراسة إلا إذا وقعت تعهدا بعدم لبس الحجاب الشرعي طوال السنة!! وبعضهن استدعي ولي أمرها وسمع كلاما جارحا وهدد بالأمن لأنه سمح لابنته بالحجاب!!
هذا الأمر يحصل هذه الأيام، في شهر رمضان المبارك الذي صفدت فيه شياطين الجن لكن شياطين الإنس تعيث في الأرض فسادا!! لا احترام لأحكام الرب عز وجل، استحلال للحرام وإلزام الناس به قسرا، وفتنة الفتيات في دينهن.
لكم أن تتصوروا حال الفتاة المسكينة التي تنتظر كل يوم لساعات طويلة عند بوابة المعهد رجاء أن يرأف بها مدير المعهد، أو ينظر إليها والى زميلاتها بعين العطف والرحمة، فيسمح لها ولأخواتها بالدخول ومواصلة التعليم مع قريناتها، لكن هيهات أن يتعاطف (المجرمون) مع أهل الإيمان والتقوى.
عشرات الآلاف من الفتيات مخيرات بين أمرين لا ثالث لهما إما نزع الحجاب ومعصية الرب عز وجل أو توقف الدراسة والجلوس في البيت!!
يا ليت هذا الأمر يحصل في إسرائيل أو روسيا أو بعض الدول الكافرة، لكن المصيبة أن هذا الاضطهاد للمحجبات في بداية كل عام دراسي يحصل في بلد عربية إسلامية!! نعم إسلامية فتحها أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والآن يفتن فيها المسلمون في دينهم.
أظن القارئ الكريم علم أي دولة بوليسية هذه، إنها (تونس) التي تسمى (خضراء)، تونس التي لا مكان للمحجبات فيها، تونس التي امتلأت سجونها بالمصلحين والدعاة إلى الله جل وعلا، تونس التي ما زرت دولة أوروبية إلا وجدت فيها مهاجرا مغتربا من رعاياها، هاربا منها ومن بطشها، جريمته فقط انه ملتزم بشريعة ربه، وسنة نبيه، لا يستطيع أن يدخل بلده منذ عقدين من الزمن، ربما مات والده ولم يره وتوفيت أمه حسرة وحزنا عليه.
استغرب الصمت الإعلامي عن اضطهاد تونس للمحجبات في جميع مؤسساتها، وسكوت دعاة حقوق الإنسان عن هذا الموضوع الخطير، لكنني في نفس الوقت ابشر أخواتي المضطهدات أن هناك تعاطفاً معهن من بعض الناشطين (الإسلاميين) وبإذن الله سيكون هناك تنسيق إعلامي في عدة دول لتسليط الضوء على هذه القضية وغيرها في تونس، ويا ليت هذا الأمر يصل إلى المسئولين التونسيين، ويسمعون مني كلمة صريحة تعلمتها من حبيبي صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال: «أن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته» [رواه البخاري].
ويا ليت مسئولي وزارة التربية والتعليم في تونس الذين يباشرون طرد المحجبات وتوقيع التعهدات بعدم لبس الحجاب يا ليتهم يقرؤون قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الحَرِيقِ} [البروج:10].
المصدر: طريق الإيمان
نبيل بن علي العوضي
داعية مشارك في إدارة الوعظ والثقافة في وزارة الأوقاف الكويتية
- التصنيف: