قالوا: اخلعي حجابك وحرري عقلك!
أخيتي أنت الحاضنة لمن كرمه الله على هذه الأرض، أنت من استأمنك الله وجعلك راعية لأبنائك، أبناء الإسلام الذين حملوا وسيحملون همّ هذا الدين، فانتبهي للحرب الدائرة حولك، حصني نفسك بأوامر الله ورسوله وإياكِ أن تزل قدمك فتقعِ في الفخ المنصوب للأمة من خلالك.
كلما نسينا تقليعة خرج علينا أحدهم بتقليعة جديدة، ويقول أنا حقوقي وأنادي بالحرية للمرأة والتحرر من القيود..
وأخر التقاليع الدعوة لمليونية خلع الحجاب.. قطعة القماش هذه التي تغطي شعر المرأة،هل هذه القطعة هي التي أتعبت القلوب.. هذه القطعة هي من جعلت المرأة مضطهدة ومكبلة بالأغلال..؟! يا الله!
من حوالي خمس أو ست سنوات لا أتذكر بالتحديد.. وصف فاروق حسني وزير الثقافة سابقًا حجاب المرأة بأنه حجاب للعقل! لا أعلم كيف يحجب العقل؟! هل سيجعل المرأة بدون عقل، وتصبح كالأنعام تأكل وتشرب وتخدم فقط! وبالتالي فهي غير قادرة على أن تخرج أجيال واعية ناضجة تقود الأمة بما إن عقلها مخبأ وعليه حجاب! أم ماذا..؟! ما علينا نرجع لموضوعنا..
حضرة المحترم اللي -محسوب على الإسلام- نادى بالتظاهر في ميدان التحرير لخلع الحجاب، فخور جدًا بأن دعوته وجدت صدى كبير، وأن التعليقات والتليفونات لم تهدأ، سواء من المؤيدين أو المعارضين، ولم يكن يظن أنه سيجد هذا الصدى وهذا الانتشار -رد الله كيده في نحره-، وتناسى أن هناك من يسعى مثله تمامًا لهدم هذا الدين العظيم، والتخلي عن ثوابته، وأن الحرب قائمةٌ عليه من أعداء الدين ويعاونهم قلة علمانية مثله محسوبة على المسلمين..
وقال -وهذا سمعته بأذني من خلال حوار تلفزيوني معه-: "أن أغلب الذين يرتدون الحجاب من الداعرات -لا أعلم من أين جاء بهذا الاتهام والبهتان البين؟-، وأن زميلاتي أيام الدراسة والجامعة كن لا يرتدين الحجاب، وكن على درجة عالية جدًا من الأخلاق، فالحجاب ليس هو من يحدد المرأة ذات الخلق من المرأة الغانية". وقال كلام كثير جدًا وهذا كله ليقنع من يستمع إليه بقوة حجته في ما يدعو إليه.. وخاصة المرأة المحجبة التي يريد أن تنحدر وتزل قدمها فتسقط في هذا الفخ اللعين..
ولو تساءلنا لماذا لا يشغلون بالهم بأشياء أخرى سوى المرأة، فهناك الكثيرون ممن أُهدرت أبسط حقوقهم في هذه الحياة ولا يجدون من يدافع عنهم..
أقول ببساطة أن هؤلاء لا يهمهم حقوق المرأة ولا حقوق أحد، هؤلاء همهم الوحيد هو محاربة الإسلام، وليس هناك سلاح للحرب أفضل من حاضنة الأجيال ليخرجوها عن عفتها ووقارها.. لتُخرج لنا أجيالاً منحلة تعمل على فك عرى الإسلام وتسعى لطمس مبادئه وثوابته، والعمل على إحلال الإلحاد مكان التوحيد، فتنهار الأمة ويعود الإسلام غريبًا كما بدأ.. فالحرب باسم حقوق المرأة وتحررها وتزيين المعصية على أنها فضيلة هو من أفتك الأسلحة.
وله ولمن يفكر أن يتبعه في ما أراد أقول: إن الله تعالى أمر بالحجاب المؤمنات الموحدات المسلمات لأوامر الله، فمن تنصاع لقول الله وتتبعه تلك هي المؤمنة الموحدة، أما من تجري وراء الهوى والدعاوى الشيطانية فالله غنيٌ عنها وعنا جميعًا، فنحن من يحتاج عفو الله ورضوانه ونحن من يسعى لذلك، أما الله تعالى جلا وعلا غنيٌ عن جميع الخلائق..
يقول تعالى: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور:31]. وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} [الأحزاب:59].
تلك أوامر الله تعالى للمرأة حفظًا وحفاظًا عليها..
والتزام المسلمة بالحجاب ليس لأنه دليل العفة والطهارة، أو هو الذي يميز الحرة من غيرها فقط.. بل هو التزام بأمر الله أولاً وأخيرًا، وذلك لقول الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا} [الأحزاب:36]، وإذا كان هناك شواذ أساءوا للإسلام وللمرأة وهن يرتدين الحجاب فلكل قاعدة شواذ، أما الأصل هو أن المرأة المسلمة طاهرة عفيفة تتبع كلمات ربها وتطيعه وتنتهي لنهيه سبحانه وتعالى..
فانظري أخيتي أي جانب تريدين، إما رضوان الله والانصياع لأوامره دون تفكير وهو وحده من يأجرك، وإما الانسلاخ من آياته والعفة والفضيلة واتباع الهوى والغاويين، الذين يزينون لك المعصية على أنها حرية وأن الدين يكمن في القلب فقط! فهذا من تلبيس إبليس..
أخيتي أنت الحاضنة لمن كرمه الله على هذه الأرض، أنت من استأمنك الله وجعلك راعية لأبنائك، أبناء الإسلام الذين حملوا وسيحملون همّ هذا الدين، فانتبهي للحرب الدائرة حولك، حصني نفسك بأوامر الله ورسوله وإياكِ أن تزل قدمك فتقعِ في الفخ المنصوب للأمة من خلالك.
نسأل الله أن يحفظ ديننا الحنيف وأن يجعلنا ممن يسارعون في رضاه ومغفرته، وأن يحفظنا من شياطين الإنس والجن...
أم سارة
كاتبة إسلامية من فريق عمل موقع طريق الإسلام
- التصنيف: