فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ؟!

ولمن يؤمنون بالعبثية والفوضى التامة كسبب وراء نشأة الحياة على سطح الأرض..

أسأل: ما هو كم المعلومات التي توجد على سطح الأرض الآن؟!

دع عنك الاكتشافات البشرية والعلم الذي يقبع في بطون الكتب! بل إن كل شفرة وراثية (DNA) موجودة في كل خلية كائن حي على سطح الأرض تحمل كمًا هائلاً من المعلومات!

والسؤال هو: كيف كانت الأرض خالية من الحياة ومعلوماتها، ثم الآن نجدها زاخرة بهذا الكم الضخم من المعلومات؟! من أين أتت هذه المعلومات؟! إن المعلومات لا تُستَحَدث من العدم يقينًا! هل أتت من أشعة الشمس مثلاً؟!

بالطبع لا. فآشعة الشمس هي قد أمدت الأرض بالطاقة اللازمة لتجسيد المعلومات على هيئة كائنات حية! لكن المعلومات ذاتها أُوحيت إلى الأرض إيحاءً! لقد بثها الله تعالى في الأرض وقت خلقها ( {وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا} [فصلت من الآية:10]، بث تصميم الخلق العجيب في الأرض كي نرى هذه الحياة، بل وهذا الكم الهائل من الكتب في جميع مكتبات العالم! 

{قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ۚ ذَٰلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ . وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ} [فصلت: 9-10]. {إِنَّ اللَّـهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَىٰ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ} [الأنعام: ٩٥].

والله أعلم.