جولدا مائير قادمة فهل اقترب زوال بني صهيون؟!
منذ 2008-10-19
بينما يعتمد بعض الفلسطينيين على أحلامهم في سراب تحقيق سلام شامل ودائم بين الصهاينة والفلسطينيين، ويتنقلون بين موائد المفاوضات منذ ثلاثين عامًا بدون تقدم خطوة واحدة، رغم أن المذابح والقتل والتدمير لا تتوقف ضد الفلسطينيين من الصهاينة، ومن المخزي أن هؤلاء الواهمين المستسلمين للصهاينة يستبشرون بوعد بلفور الجديد للرئيس الأمريكي بوش، بوهم دولة فلسطينية يعيش فيها الفلسطينيون جنبًا إلى جنب مع دولة الاحتلال الصهيوني.
وعلى الطرف الآخر العدو الصهيوني يمضي قدمًا في طغيانه وصهيونيته وترسيخ احتلاله، ويمثل نهاية سبتمبر 2008 محطة هامة في تاريخ تحرير فلسطين، حيث كلف شيمون بريز رئيس كيان العدو الصهيوني تسيبي ليفني وزيرة الخارجية بتشكيل حكومة جديدة خلفًا لحكومة أولمرت، على أن تنتهي من تشكيل الحكومة مع مطلع شهر نوفمبر.
ومن هنا أتوقف مع التشابه الواضح بين تسيبي ليفني وجولدا مائير رئيسة وزراء العدو الصهيوني من عام 69 إلى 74 عام:
1- كلتاهما امرأتان تم تكليفهما بتشكيل حكومة للكيان الصهيوني.
2- الاثنتان كانتا قبل تشكيل الحكومة في منصب وزيرة الخارجية.
3- الاثنتان كلفتا بتشكيل حكومة ائتلافية.
4- الاثنتان صهيونيتان حتى النخاع. لكن يبقى الأهم أن نصر السادس من أكتوبر العاشر من رمضان هو أول نصر عسكري حاسم تحقق للعرب والمسلمين ضد العدو الصهيوني كان في ظل حكومة جولدا مائير، فهل يتحقق التشابه ويكون في عهد تسيبي ليفني نصر جديد يحسم الصراع العربي الإسرائيلي، ويحسم القضية الفلسطينية؟ ويشهد العالم زوال دولة بني صهيون، ويرجع الفلسطينيون لديارهم، تلك أمنية تصادف حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة» [البخاري، (4425)].
والواقع في ساحة الصراع يشهد إرهاصات ومقدمات لحسم استراتيجي للقضية الفلسطينية من حيث الآتي:
1- تصاعد قوة المقاومة الإسلامية، وتحقيقها انتصارات سياسية بل وعسكرية على الاحتلال داخل فلسطين، وتمكن حركة حماس الإسلامية من قيادة غزة في ظل حصار ومؤامرات لا تنتهي.
2- تخلخل الوضع الداخلي الصهيوني في ظل انقسامات سياسية وتردٍّ اقتصادي وهجرة إلى الخارج في ظل تخوفات من تنامي قوة المقاومة.
3-تصاعد المقاومة الإسلامية للاحتلال خارج فلسطين، في العراق وأفغانستان والصومال، وتحقيقهم إنجازات كبيرة في ظل عدم تكافؤ القوى. لذلك يرى البعض أن التحركات السياسية الصهيونية وخاصة اختيار تسيبي ليفني أنه ربما يكون مقدمة حسم عسكري، يكون سببًا حاسمًا لزوال بنى صهيون، وذلك بناء على الآتي:
1- تسيبي ليفني تلميذة وفية جدًّا لرئيس وزراء العدو الصهيوني شارون الراقد ميتًا بين الأحياء منذ سنوات، والذي اشتهر إصراره على رفض حقوق الفلسطينيين ودمويته وسفكه لدماء الفلسطينيين، وخاصة بعد اقتحامه لساحة المسجد الأقصى في سبتمبر 2000، مما كان سببًا في اندلاع انتفاضة الأقصى التي قدمت آلاف الشهداء، وقفزت بالمقاومة للصدارة، وهو ما ينبئ أن تسيبي ليفني تلميذة شارون تعيد الكرة بشكل أو آخر.
2- تسيبي ليفني بحسب ما نشر في (الصنداي تايمز) مؤخرًا كانت عميلة للموساد الصهيوني في مطلع الثمانينات، وكانت وراء اغتيال الفلسطيني "مأمون مريش" في أثينا في 21 أغسطس 1983م، ونشأت في أسرة صهيونية دموية متطرفة، فوالدها ايتان ليفني وسارة كانا من عناصر منظمة الأرغون الصهيونية، وبحسب ما نشر في "الصنداي تايمز" ورثت الميل إلى العنف من عائلتها، فوالدها كان إرهابيًّا وتم اعتقاله والحكم عليه بالسجن 15 سنة؛ لمهاجمته قاعدة عسكرية خلال فترة الانتداب البريطاني في فلسطين، لكنه فر من وراء القضبان.
أما والدتها سارة ـ وحسب الصحيفة ـ فكانت قائدة لإحدى خلايا منظمة "أرغون" المتطرفة التي ترأسها بالثلاثينات رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن. وروت سارة في إحدى المقابلات قبل وفاتها عن عمر 85 عامًا أنها سطت على قطار وسرقت 35 ألف جنيه استرليني منه، ومن بعدها قامت بمهاجمة وتدمير قطار آخر وهو في طريقه من القدس إلى تل أبيب، هكذا عائلة تسيبي ليفنى دموية إرهابية صهيونية.
3- تحاول ليفنى التجمل بشكل سياسي يخفى دمويتها، ولذلك تتزعم عدة مطالب منها:
• إعلان قطاع غزة كيانًا معاديًّا لإسرائيل.
• عدم الاستمرار في المحادثات غير المباشرة مع سوريا إلا بعد توافر بعض الشروط المسبقة.
• شن الهجمات الانتقامية ضد المقاومة الفلسطينية.
• الاستمرار في تنفيذ مخطط عزل حماس.
الواضح من قراءة ما سبق أن ما تظهره السياسة لا يخفي إجرام الصهاينة، لذلك المنطقة العربية قادمة على عهد جديد مع الكيان الصهيوني مقدماته لا تختلف عن مقدمات عهد شارون الدموي، بل من الممكن أن تزيد؛ لكن ربما يقول قائل أن كل حكام العدو الصهيوني كلهم اشتهروا بدمويتهم وقتلهم وذبحهم للعرب والفلسطينيين، والواقع السياسي يختلف، والعالم الأمريكي لن يسمح للعرب بنصر جديد!، ربما يكون هذا صحيحًا مع نجاح الصهاينة في تذويبنا في حمض أسيد للمفاوضات، لكن يبقى واضحًا جليًّا أن الشعوب اقتنعت تمامًا بفشل وعبثية ما يسمى المفاوضات من أجل سلام واهم، بخلاف أن الوعي بأهمية المقاومة أصبح عقيدة للشعوب العربية والإسلامية، تمامًا فلم يبق إلا خيار الحسم، والعالم مهما كانت دوافعه ضد العرب والمسلمين؛ لن يمنع المقاومة من الدفاع عن أرضها، ولن يمنعها من حسم خيارها لاستعادة حقها ومقدساتها.
وأخيرًا يبقى عنوان المقال هو أمل تؤكده إرهاصات واقع، ومن ثم بشرى للخروج من سرداب ظلم الطغيان والاحتلال الصهيوني، وأمنية قابعة في العقل عند كل مسلم، تبلورها إرادة باستعادة المسجد الأقصى، وزوال دولة بني صهيون، ويؤكد ذلك نص قرآني في آيات سورة الإسراء فى قول الحق تبارك وتعالى: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأرْضِ مَرَّتِيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أوْلِى بَأسٍ شَدِيد فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكاَنَ وَعْدًا مَفْعُولًا (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأمْدَدْنَاكُم بِأمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أكْثَرَ نَفِيرًا (6) إِنْ أحْسَنْتُمْ أحْسَنْتُمْ لأنْفُسِكُمْ وَإنْ أسَأتُمْ فَلَهَـا فَإِذَا جَـاءَ وَعْدُ الأَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا} [سورة الإسراء: 4-7], فهل نشهده نحن المسلمون؟
المصدر: طريق الإسلام
- التصنيف: