تساؤلاتنا حول التطبيق!
لا ينكر أي ذي عينين أن تنظيم الدولة الإسلامية يغزو مناطق في سوريا والعراق يسيطر عليها حركات إسلامية كأحرار الشام وجبهة النصرة وجيش محمد، وتقتل منهم وتغنم منهم وتطاردهم، فهل هذا تكفير أم ماذا؟
شاهدت فيديو منسوب لتنظيم الدولة الإسلامية ويروجه أنصارها، وفي قسمه الأول سرد لنقاط أريد بها توضيح عقيدتهم؛ وهي طبعًا وفقًا لما هو في الفيديو هي في مجملها عقيدة أهل السنة. ولكن أحب أن أوضح للجميع أن المشكلة لا تكون دائمًا في التصريحات والإعلانات النظرية بل أحيانًا يكون الكلام النظري جيدًا بينما التطبيق رديئًا، وقد يصل للتناقض مع الكلام النظري.
ففي دستور 1971 المصري نجد أن الشريعة الإسلامية مصدر رئيس للتشريع، ومع ذلك ففي الممارسة العملية هناك مئات القوانين التي تخالف بل تتناقض مع الشريعة. وفي كل دساتير الديكتاتوريات العربية نجد معظم الحريات مكفولة، ومع ذلك يجري قمع كل الحريات في هذه الدول.
بل هناك سؤال بديهي يطرح نفسه وهو: الحجاج بن يوسف (الذي اعتبره أغلب السلف هو المبير الذي ورد ذكره في الحديث النبوي) عندما سفك دماء المسلمين هل كان يكفر المسلمين؟ الإجابة طبعًا ستكون (لا)، وإنما استحل دماءهم استحلالًا عمليًا في إطار سياسته العملية.
وهذا ما ننتقده في تنظيم الدولة الإسلامية فهي تقول في هذا الفيديو أنها لا تجبر الناس على البيعة بالسيف ولا تكفر الجماعات الجهادية. بينما في نفس الوقت لا ينكر أي ذي عينين أن تنظيم الدولة الإسلامية يغزو مناطق في سوريا والعراق يسيطر عليها حركات إسلامية كأحرار الشام وجبهة النصرة وجيش محمد، وتقتل منهم وتغنم منهم وتطاردهم، فهل هذا تكفير أم ماذا؟ (لاحظ أن في قتال البغاة لا يتم مطاردة الهارب، ولا قتل الجريح، ولا غنيمة) ثم بماذا نسمي توسعها وغزوها للمناطق التي يسيطر عليها إسلاميون؟ فإذا لم يكن هذا تكفيرًا ألا يكون إجبارًا على البيعة بالسيف أم ماذا يكون؟
وهذا كله فضلًا عن أنهم في الفيديو قيدوا عدم تكفير الجماعات الإسلامية بالمجاهدة. فما هو رأيهم في الجماعات الإسلامية غير المجاهدة ممن ترى السلمية وترى العمل عبر لعبة الديمقراطية؟
عبد المنعم منيب
صحفي و كاتب إسلامي مصري
- التصنيف: