إصلاح القلوب - المحسود!

منذ 2015-05-07

لا تتبع أخبار الناس وتسألهم: "مرتبك كام؟"، أنتِ حامل ولا لسه؟"، "طابخة إيه النهارده؟"، "أبوك عنده كام في البنك؟"، إلى آخر الأسئلة اللي مفيش من وراها غير تقصي وتتبع الأخبار، والمقارنة بقى تشتغل وأنت عندك وأنا عندي! أو إنك تجبر أخوك إنه يكذب! يا أخي وأنت مالك تسأل ليه؟ ليه تحط نفسك وتحطه في فتنة المقارنة والحسد مرض العصر!

طيب بالنسبة للمحسود إيه مشكلته، ده حتى غلبان؟!
ده مصيبته مصيبة سودة ودي مصيبة أغلبنا بيقع فيها للأسف إلا من رحم ربي، ألا وهي (الشرك بالله).

آه قصدك التمائم والخرزة الزرقاء، وامسك الخشب، وخمسة وخميسة، وجو الشعوذة ده؟
لا دي قضية مفروغ منها واشتهر التنبيه على خطورتها، الخوف بقى من حاجة أنيل وهي: إن حضرتك تخاف من الحسد والحاسد بطريقة توصلك للشرك بالله أصلاً!

ما هو أه فيه حسد وفيه حسود نفسه خبيثة، لكن يا ابني كل ده في إطار إرادة الله سبحانه وتعالى، يعني لن يحسدك حاسد إلا "بإذن الله"، لازم نحفظها كويس دي، وقلبنا يشربها حتى آخر قطرة، فعن أبي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: "كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يومًا، فقال: «يا غلام، إني أُعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سأَلت فاسأَل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أَن ينفعـوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف» (رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح).

هااا مصدق النبي صلى الله عليه وسلم؟ لو اجتمعت الأمة كلها مش حاسد ولا اتنين ولا حتى ألف! لأ الأمة كلها لو اجتمعت إنهم يضروك بشيء لم يكتبه الله عليك مش هيحصل، خلصت يعني مات الكلام، لازم تعتقد في قلبك أنه "لا حول ولا قوة إلا بالله"، وإن إرادة الحاسد مش خارج سيطرة إرادة ربنا! وإلا يبقى الحاسد إله بقى وقوة خارقة من دون الله -استغفر الله- طبعًا ده هو كله على بعضه ناصيته بيد الله.

أمال ليه طيب بيتحقق الحسد؟
والله بقى ده بيكون تقصير مننا في المداومة على الأذكار، أو أحيانًا بيكون ابتلاء من ربنا سبحانه وتعالى أو تأديب وعقوبة، ليه تأديب وعقوبة؟ الحكاية دي كلنا بنقع فيها برضه إلا من رحم ربي، وهي التباهي والمبالغة في إظهار النعم بشكل مش فيه أدنى مراعاة لمشاعر المحرومين منها! مش ربنا بيقول: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [الضحى:11]، طب يا ريت نطبق الآية دي كما أنزلت في تفسير "نعمة ربك" إنها النبوة أو القرآن يعني المقصود هو "الدعوة" لدين الله.

وحتى التفسير اللي قال إن شكر النعم هو الاعتراف بها والتحدث عنها، يعني يكون هدفك من كلامك هو (الثناء على الله) مش الثناء على نفسك يا أمور! والتباهي والتفاخر أنا عندي وعندي وعندي، وأنتم لأ! وتبقى ناقص تطلع لسانك! فرقت إيه أنت كده عن صاحب الجنتين في سورة الكهف؟ {فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا} [الكهف:34].

فعن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن لعن السكران: «لا تكن عونًا للشيطان على أخيك» (حديث مرفوع)، بلاش نعين الشيطان على أخواتنا ونجرح مشاعرهم بقصد أو بدون قصد، وفيه حديث عن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم: «استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان لها، فإن كل ذي نعمة محسود» (والحديث مختلف في تصحيحه وتضعيفه)، عشان نحمي نفسنا من آفة الحسد اللي بتاكل القلب إننا:

1- نحسن الظن بالله.
2- {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ} [طه:131].

3- «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه»، «احرص على ما ينفعك» (أحاديث صحيحة)، وفي رواية: «إن من حسن إسلام المرء قلة الكلام فيما لا يعنيه» (رواه أحمد)، وقال الله عز وجل: {لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ} [النساء من الآية:114].

بلاش بقى تتبع أخبار الناس وتسألهم: "مرتبك كام؟"، أنتِ حامل ولا لسه؟"، "طابخة إيه النهارده؟"، "أبوك عنده كام في البنك؟"، إلى آخر الأسئلة اللي مفيش من وراها غير تقصي وتتبع الأخبار، والمقارنة بقى تشتغل وأنت عندك وأنا عندي! أو إنك تجبر أخوك إنه يكذب! يا أخي وأنت مالك تسأل ليه؟ ليه تحط نفسك وتحطه في فتنة المقارنة والحسد مرض العصر!

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

ريهام فوزي

كاتبة إسلامية

المقال السابق
الحسد
المقال التالي
العيْن