أبو تريكة الرائد الذي لم يخذل أهله
"نحن من نأتي بالأموال لتبقي في أيدينا، وليس في قلوبنا، تتحفظ على الأموال أو تتحفظ على من تتحفظ عليه، لن أترك البلد وسأعمل فيها وعلى رقيها" (أبو تريكة).
لا ينال العدو من عدوه ما ينال الأحمق من نفسه، ولو سخّر أنصار الرئيس (محمد مرسي) مئات الفضائيات لينالوا من نظام الانقلاب، ما نالوا منه ما ينال من نفسه.
"نحن من نأتي بالأموال لتبقي في أيدينا، وليس في قلوبنا، تتحفظ على الأموال أو تتحفظ على من تتحفظ عليه، لن أترك البلد وسأعمل فيها وعلى رقيها".
هذه ليست كلمات هلفوت من الهلافيت المهووسين بالنجومية والشهرة والمال، والذين ذهبوا إلى لندن ليحصلوا منها على دكتوراه في الشريعة اللندنية، ليعلموها للناس على أنها الشريعة الربانية، التي نزلت على خير البرية، وذلك ليقدموا أنفسهم إلى العالم رموزًا للوسطية، حتى يرضى عنهم آية الله جون كيري وحلفاءه، بعدما بصق عليهم الملايين الذين خُدعوا في وسامتهم ودموعهم وبكائهم الذي يتقنه الكثيرون والكثيرات ممن يعتلون خشب المسارح.
إنما هذه كلمات إنسان نحسبه على ما نقول، ولا نزكيه ولا نزكي على الله أحدًا.
إنها كلمات اللاعب الذي أسعد الشعوب والملاعب (أبو تريكة)، بعد قرار التحفظ على أمواله.
أبو تريكة ليس نصابًا؛ ولا نكرة في قومه أراد أن يتحول إلى علم من الأعلام فأطلق لحية وحفر زبيبة وتصدر فضائية، يحدث الناس فيها بما تم الاتفاق عليه في مقرات الأجهزة الأمنية.
أبو تريكة لم يقف خلف قضبان يحاكم في قضايا مخلة بالشرف، من اختلاس ورشوة واستغلال للنفوذ وتلاعب بالبورصة واستيلاء على المال العام.
أبو تريكة لم يلهث إلى الطغاة ليكرموه، بل كان الطغاة يكرمون أنفسهم بتكريمه، ويقتربون منه وينأى عنهم، ويعظمونه ويحتقرهم، لأن أبو تريكة إنسان بلغ من الإنسانية ما لا يستوعبه الطغاة الذين لا يقودون الشعوب إلا بتجريدها من إنسانيتها، وقد فشلوا مع أمثال أبو تريكة.
أبو تريكة رفع غزة على قلبه، ورفع اسمها ومأساتها ليشهد العالم على عمالة وظلم المحاصرين لغزة، أبو تريكة العطوف شرّف الملاعب، وأبهر العالم بتعاطفه مع غزة وشعاره: "تعاطفًا مع غزة".
أبو تريكة في القلوب؛ لأنه صانع البسمة، وباعث الأمل، ومحب الخير، وناشر للفضيلة، وما حاز كل ذلك إلا بحبه محمدًا صلى الله عليه وسلم.
أبو تريكة يمسك بالمصحف في أشرف أوقاته وأبرز رحلاته وفي قمة سلطانه، وليس خلف القضبان وهو يحاكم على ما سرق من أموال الشعب، وأكل من أموال اليتامى والأرامل، وعيونهم تقول له وهو يمسك بالمصحف خلف القضبان: الآن وقد حُبست وأصبحت من المجرمين! فاليوم عرفت إلى المصحف طريقًا وإلى الصلاة سبيلاً!
جددوا الشكر للطواغيت؛ فأنتم مدينون بالشكر لكل من يوقظ فيكم الروح النبيلة، ويذكركم بعرفان الفضل لأهله، ولولا قرار الإساءة إلى (أبو تريكة) لما وجدنا في وقتنا متسعًا لنحيي شمائل وخصال أبو تريكة، الذي يصر على أن يعلّم الناس الإسلام بأخلاقه وفعاله دون أن يتاجر بمواقفه وعظيم أعماله.
شكرًا للطغاة الذين أراحونا قليلًا من ساحة فاطمة يوسف وياسمين النرش، وأخذونا إلى واحة وارفة جميلة اسمها ورمزها محمد أبو تريكة.
حسن الخليفة عثمان
كاتب إسلامي
- التصنيف: