هذا ما حدث معي...
منذ 2008-11-11
استغربت من الموضوع وأكملت صمتي ولكن في داخل نفسي أقول سبحان الله وسبحان مبدل الأحوال...
الاثنين 21 أبريل 2008 استيقظت من نوم عميق على تغريد العصافير على شباك غرفتي على منبه الهاتف المحمول تحت وسادتي، استيقظت وكلي حيوية ونشاط وسعادة... وكان استيقاظي على الساعة الثامنة لأنه وقت ذهابي إلى المدرسة وتوجهت إلى أمي التي كانت في المطبخ لأسلم عليها فقابلتني قائلة: "أهلا ابنتي حبيبتي", وسألتها عن أبي فقالت: "لقد ذهب ليشتري قطعة أرض لبناء مسجد في قرية فقيرة في نواحي المدينة", فاستغربت لما سمعت وقلت في نفسي سبحان الله وبقيت صامتة. ثم قالت لي: "سأذهب إلى صديقاتي وجاراتي", قلت: "لماذا؟"، ما بكِ ابنتي إنه يوم درس التجويد, وقلت لها: "ألن تحضري الغداء؟"، قالت بتعجب: "اليوم الاثنين والكل صائم ما بكِ؟"، فقلت لها: "لا، سلامتك أماه لا شيء", لكن في داخلي استغربت لما سمعت وقلت: "سبحان الله".
بعد ذلك توجهت إلى غرفتي لأرتدي حجابي وأخرج لدراستي وأنا أغلق باب الغرفة وإذ بأخي يناديني من حجرته بصوت مرتفع دون أن يظهر لي نفسه, قلت: "نعم", فقال: "لا تتأخري فأنا أنتظرك", وقلت له باستغراب: "لماذا؟"، قال: "لأوصلك", قلت له: "إلى أين توصلني؟"، قال بتعجب منه لسؤالي: "ما بكِ أختي ألا تريديني أن أوصلك؟، أنت اختي وأنا أخاف عليك أن تذهبي لوحدك". استغربت لما أسمع وقلت في نفسي: "سبحان الله يوصلني مع العلم أن المدرسة لا تبعد عن المنزل إلا ب 5 أو 10 دقائق, وقلت له بعد أن شعرت أنه ينتظر اجابة مني: بلى أخي أريد...".
وبعد انتهائي من لبس حجابي أخذت كتبي ووضعتها في حقيبتي وتوجهت إلى الصالة أنتظر أخي وإذا به يخرج من غرفته بوجه جميل ولحية أجمل, قلت له: "من أين لك بهذه؟"، قال لي: "ماذا؟"، قلت: "هذه اللحية من أين لك بها؟"، قال في استغراب منه: "بسم الله عليك أختي ما بك؟، هل فيك شيء؟ أم أن درجة حرارتك مرتفعة؟؟"، وأخذت أشد لحيته وأقول: "يا الله من أين لك بها؟"، وهو يتعجب, ثم أمسكتها بقوة حتى تألم وصرخ في وجهي: "ماذا تفعلين هل جننتي؟"، لم أجد جوابا أقوله له فأنا مستغربة مما أرى, هل بين ليلة وضحاها تنبت لحية أخي؟، فنظرت اليه فوجدته مستغربا لحالي وما أفعل لكن الحقيقة أنني أنا المستغربة لما أرى, فقلت له لأوقف استغرابه: "لا تنزعج أخي أنا فقط أمازحك", وأخذ يبتسم وقال: "الظاهر أنكِ ستعطليني عن الدرس في المسجد هيا نذهب بسرعة", قلت مرة أخرى باستغراب: "ماذا؟"، ونظر إلي بنظرة تبشر بغضب, لكنه ابتسم وقال: "هيا بنا", ولم أجد ما أقوله له لكن سبحان الله، قلتها في نفسي...
وخرجنا من البيت وإذا بي أسمع أصوات القرآن, ليس صوتا واحدا فقد كان كل بيت من بيوت الجيران يسمع منه قراءة القرآن, فقلت لأخي: "هل اليوم الجمعة؟"، قال: "لا", وقلت له: "هل مات أحد؟"، فأجاب: "لا". فهممت أسأله لكني تذكرت أنه سيقول لي ما بك؟، ماذا تقولين؟، فصمت!.
وإذا بنا نكمل طريقنا, لكنني لاحظت شيء ألا وهو: ما من بنت او امرأة نظرت إليها إلا وجدتها متحجبة، وما من شاب مررنا به إلا وجدته ملتحيا , وما من شاب أو رجل مررنا به إلا وقرأ على أخي السلام..
استغربت من الموضوع وأكملت صمتي ولكن في داخل نفسي أقول سبحان الله وسبحان مبدل الأحوال...
وأكملنا طريقنا وأخي على محياه ابتسامة عريضة، أما أنا فمنبهرة ومنذهلة لما أراه حولي, وفجأة لمحت رجلا عجوزا يبدو عليه الفقر يتقدم بخطوات بطيئة فرق قلبي لحاله، وما أن وصلنا أمامه حتى أخذ أخي يسلم عليه ويصافحه بكل حب ويسأله عن أحواله وأخباره كأنه يعرفه، ووضع أخي يده اليمنى في جيبه وما كاذ يخرجها حتى وجدت أمامه ثلاث او أربع شبان ورجلان يسلمون على العجوز ويسألون عن حاله وأخذ كل واحد منهم يعزمه ليضيفه في بيته... أما أخي فابتسم إليهم وقال وما أكاد أسمع ما يقول لبعد مكاني عنهم: "لا إخواني أنا أولى به منكم... وقال العجوز: "لا يا أبنائي أنا اشكركم لكني والحمد لله لست بحاجة إلى شيء, إن حدث واحتجت لشيء فإنكم أول من ألجأ إليهم بعد الله إن شاء الله ", وأخذ أخي ما في جيبه من مال دون أن ينظر إليهم وقال للعجوز: "تقبل مني هذه الهدية", وقال العجوز مبتسما: "جزاك الله خيرا يا ابني"،
ثم التفت اخي إلى من خلفه و أنا في تعجب لما أرى وأسمع وأقول في نفسي الحمد لله ما زال هناك خير في الناس... وأشار إلي بأن هيا نذهب, فأخذت أسرع في خطواتي حتى وصلت اليه, وقال لي ووجهه يحمل ابتسامة عريضة: "سامحيني أختي تركتك تنتظرين طويلا", لم أجد أي كلمة أقولها له, فأنا حتى الآن لم أخرج بعد من المفاجآت التي شاهدتها منذ الصباح.
"ها نحن قد وصلنا": قالها لي أخي وسلم علي وفارقني...
وأخذت أصعد سلالم عمارة المدرسة لكن أوقفني صوت يناديني باسمي, التفت ورائي وإذا هي فتاة مرتدية حجابها تناديني وتقول لي: "ألا تنتظريني؟"، وسلمت عليها, وقالت: "كيف حالك؟"، قلت: "الحمد لله"... لكن المفاجاة بعد تدقيقي بوجهها وجدت أن تلك الفتاة هي زميلة لي في المدرسة, نعم إنها هي لكن...؟، لكن أنا لم يسبق لي أن رأيتها بحجاب قط, متى ارتدت الحجاب؟، فقلت في نفسي الحمد لله، الله يهدي من يشاء...
ثم أكملنا صعودنا حتى وصلنا إلى طابق المدرسة، وإذا بي أشم رائحة جميلة منبعثة من باب المدرسة فقلت لزميلتي: "ما هذه الرائحة الجميلة؟"، فأجابتني: "إنه عطر المدرسة", فاستغربت وقلت في نفسي سبحان الله تحولت رائحة دخان السجائر إلى عطر ذي رائحة طيبة... سبحان الله!!!
واصلنا وواصلت استغرابي وتعجبي من كل ما أراه...
لكن أيضا لاحظت شيء غريب في المدرسة ألا وهو: عدم وجود جنس ذكوري فيها, فسألت زميلتي عن ذلك فقالت لي باستغراب كبير وابتسامة أكبر: "أخيتي منذ سنتين وهذه المدرسة تستقبل الإناث فقط, والآن فقط جاء على بالك أن تسألي!!!"، وأخذت تمازحني وتقول: "يبدو أنكِ لم تنامي جيدا", وبعد أن أنهينا الحديث توجهنا إلى مكتب السكرتيرة لنسلم عليها وقوبلت بشيء فيه ما فيه من الغرابة. السكرتيرة أيضا تلبس حجاب!!!، سبحان الله وتستمع للأناشيد عوضا عن الأغاني، سبحان الله....
ها هي ذا انتهت الحصة وخرجنا لنستريح قليلا ثم نكمل حصصنا. وشعرت بعطش شديد فذهبت لأشرب ماء وفي طريقي لفتت انتباهي غرفة مكتوب على بابها مسجد واستغربت للأمر وجعلني فضولي أفتح باب تلك الغرفة وإذا بي أجده حقا مسجدا... أعجبني ما رأيت وسررت كثيرا وحمدت الله فبعد أن كنت أذهب للصلاة في البيت بين الحصص لأنني لا أجد مكانا أصلي فيه. وقلت وأنا أكلم نفسي لكن هذه المرة بصوت خارجي: "سبحان الله, سبحان الله, سبحان الله.... كل شيء تبدل وتغير في يوم وليلة... سبحان مبدل الأحوال"، وشكرت الله على ما رأيت مع أنها كانت مفاجأة غريبة لكنها مفرحة, فقد ملأت نهاري بتسبيح لله لما رأيت من تغيرات يعمل الكثيرون منا ليحققوها في أعوام وأنا لمحتها و عشتها في يوم واحد فقط, فسبحان الله...
أرجو ألا أكون قد أطلت عليكم بقصتي الغريبة هذه، أو بالأحرى الحلم الجميل الذي تمنيت ألا أستيقظ منه أبدا, هكذا حلمي بأن تكون حياتي... وأظن أن حلمكم يشبه حلمي, أليس كذلك...؟!
تخيلوا لو أن ما حلمت به يتحقق...؟!
تخيلوا لو أن هذا الحلم يتجسد في واقعنا ونلمسه في حياتنا...؟!
إن شاء الله يحقق أحلامي وأحلامكم وأحلامنا جميعا...
بقلم أختكم *قلب ينبض بحب الله*
المصدر: طريق الإسلام
- التصنيف: