غزة صمود وسط المؤامرة
أثبتت المقاومة القدرة على رعب إسرائيل وبث الخوف والنَيْل منها، وإن كتم العدو هذا، فلا نتوقع أيضًا عدم تطوير الخطوات في فرصة لليهود قد لا تتكرر، في محاولة لإيقاف تنامي قوة المقاومة، لأن المعادلة المنطقية تقول أنهم لو تركوا المقاومة في تنامي مطرد لجاء اليوم الذي تنقلب فيه القوة لصالح المسلمين.
نوقن تمامًا أن اعتداء إسرائيل على جزء من الأمة المسلمة في غزة مقصود وضروري -من وجهة نظرها- ومتوقع، ذلك أنها تقوم بعلميات اعتداء كل سنتين أو ثلاث لتعلم إلام وصلت المقامة، ثم تنهكها لمعاودة البناء كل فترة ولإيجاد فجوة بينها وبين الشعب الذي يعاني من نواحٍ كثيرة، فحمّلوه عبء ثمن المقاومة بحصار ظالم يقوم به الكفار والمنافقون، لكنه في كل مرة يثبت أنه شعب مسلم مجاهد يتحمل الثمن راضيًا، فكسر عدوه.
ومتوقع جدًا أهمية هذه العملية بعد الثورة وما أعقبها من انفلات أمني (متعمد)، وبعد سنة من حكم إسلامي وطني منتمي للأمة، فكان لا بد من العملية لمعرفة إلام وصلت قوة المقاومة.
ثم تأكد الأمر بعد إعادة صياغة البيئة الإستراتيجية بالانقلاب العلماني العسكري الصهيو غربي في مصر..
مع البيئة الإعلامية الأشبه بالقيح والصديد، شكّلت البيئة الانقلابية والأمنية والقهر، والبيئة الإعلامية القذرة، والبيئة الدينية المؤجَرة والمحرفة، مع تواري أصحاب اللسان الطويل في الباطل، وقهر القوة المدنية الشريفة، شكلت هذه البيئة فرصة إستراتيجية لليهود لا نتوقع أن يفوتوها.
وفي الجانب الآخر أثبتت المقاومة القدرة على رعب إسرائيل وبث الخوف والنَيْل منها، وإن كتم العدو هذا، فلا نتوقع أيضًا عدم تطوير الخطوات في فرصة لليهود قد لا تتكرر، في محاولة لإيقاف تنامي قوة المقاومة، لأن المعادلة المنطقية تقول أنهم لو تركوا المقاومة في تنامي مطرد لجاء اليوم الذي تنقلب فيه القوة لصالح المسلمين.
المهم في الأمر أن المقاومة تثبت فشل الأنظمة المروضة والعميلة والموالية للعدو والفاسدة، كما أثبتت عزة الجهاد وقوة المواجهة وشراسة ومراس المسلم، وصدْق قول الصديق رضي الله عنه: "وما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا".
المهم كذلك أن تكون المقاومة على وعي بالقادم وأن تكون على يقين من هذه المواجهة، وأن تعلم أنها تغير التاريخ وترفع الغشاوة عن عيون لا تقتنع بالحجة، وأنها تعدل الموازين المعوجة في بيئة انقلب فيها كل شيء..
كل ما نرجوه أن تكون الأمور واضحة للمقاومة الشريفة والتاريخية، وألا تتفاجأ بشيء، وأن تحافظ على المحيط السني العربي، وأن تحافظ على مآل العمل الجهادي، فيخدموا قضيتهم، ولا يسمحوا لأي قوى أخرى بالاستفادة منها أو التسلط عليها..
كما نرجو من المقاومة الشريفة والتاريخية أن تصبر على صلف القريب وغفلة الأمة، وتنكر الأخ واستعداء من يتسمون بأسماء المسلمين لأشرف ما أنتجت الأمة في العقود الأخيرة، حمل تاريخي يحمله الشرفاء في سجون مصر، والشرفاء بأكناف بيت المقدس، وشرفاء الأمة في كل بقعة..
مدحت القصراوي
كاتب إسلامي
- التصنيف: