مع القرآن - من بداية الاختبار إما هدى وإما ضلال

منذ 2015-05-25

منذ أهبط الله عز وجل آدم وحواء إلى الأرض أعلمهم بأن الأمر محض اختبار وابتلاء، وعليهما أن يختارا أحد طريقين لا ثالث لهما: إما طريق الهداية ومعه الفرح وذهاب الحزن والخوف، وإما الكفر والتكذيب ومعه النار والخسران، وعليك يا آدم أن تتمسك بالأول وأن تدل ذريتك عليه، وأما الثاني فهو نصيب الشيطان ومن تبعه من ذريته وذرية آدم، لذا على المرء أن يقف مع نفسه وقفة محاسبة متكررة: أين أقف وإلى أين أتجه، وليبذل قصارى الجهد دومًا في تصحيح المسار حتى يلقى الله.

منذ أهبط الله عز وجل آدم وحواء إلى الأرض أعلمهم بأن الأمر محض اختبار وابتلاء، وعليهما أن يختارا أحد طريقين لا ثالث لهما: إما طريق الهداية ومعه الفرح وذهاب الحزن والخوف، وإما الكفر والتكذيب ومعه النار والخسران.

وعليك يا آدم أن تتمسك بالأول وأن تدل ذريتك عليه، وأما الثاني فهو نصيب الشيطان ومن تبعه من ذريته وذرية آدم، لذا على المرء أن يقف مع نفسه وقفة محاسبة متكررة: أين أقف وإلى أين أتجه، وليبذل قصارى الجهد دومًا في تصحيح المسار حتى يلقى الله.

قال تعالى:
{قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ . وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة:38-39].

قال العلامة السعدي رحمه الله:
"كرر الإهباط، ليرتب عليه ما ذكر وهو قوله: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى} أي: أيَّ وقت وزمان جاءكم مني -يا معشر الثقلين- هدى، أي: رسول وكتاب يهديكم لما يقربكم مني، ويدنيكم مني; ويدنيكم من رضائي، {فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ} منكم، بأن آمن برسلي وكتبي، واهتدى بهم، وذلك بتصديق جميع أخبار الرسل والكتب، والامتثال للأمر والاجتناب للنهي، {فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ}، وفي الآية الأخرى: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى} [طه من الآية:123].

فرتب على اتباع هداه أربعة أشياء:
نفي الخوف والحزن والفرق بينهما، أن المكروه إن كان قد مضى أحدث الحزن، وإن كان منتظرًا أحدث الخوف، فنفاهما عمن اتبع هداه، وإذا انتفيا حصل ضدهما، وهو الأمن التام، وكذلك نفي الضلال والشقاء عمن اتبع هداه وإذا انتفيا ثبت ضدهما، وهو الهدى والسعادة، فمن اتبع هداه، حصل له الأمن والسعادة الدنيوية والأخروية والهدى، وانتفى عنه كل مكروه، من الخوف، والحزن، والضلال، والشقاء، فحصل له المرغوب، واندفع عنه المرهوب، وهذا عكس من لم يتبع هداه، فكفر به، وكذب بآياته.

فـ{أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ} أي: الملازمون لها، ملازمة الصاحب لصاحبه، والغريم لغريمه، {هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} لا يخرجون منها، ولا يفتر عنهم العذاب ولا هم ينصرون، وفي هذه الآيات وما أشبهها، انقسام الخلق من الجن والإنس، إلى أهل السعادة، وأهل الشقاوة، وفيها صفات الفريقين والأعمال الموجبة لذلك، وأن الجن كالإنس في الثواب والعقاب، كما أنهم مثلهم، في الأمر والنهي".

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
فتحنا باب المعصية ففتح الله باب التوبة
المقال التالي
أتأمرون الناس بالبر