مع القرآن - خذوا ما آتيناكم بقوة

منذ 2015-05-28

كان الحبر ممن قبلنا يطوف الدنيا ليصل إلى قصة مكتملة من قصص الأنبياء، أو ليتعلم حكمة، أو يصل إلى تفصيل حكم شرعي، فأنزل الله على أمة محمد كتابه الخاتم الذي فصل فيه كل شيء.. كنز عظيم، سراج منير، فهل وعينا قيمة ما لدينا من منة ونعمة كبرى؟!

أنزل الله سبحانه رسالاته هداية للناس وأمنًا. 
هداية من الضلال، وأمنًا من الهلاك الدنيوي والأخروي، فمنهج الله كفل خيري الدنيا والآخرة، ومنع إفسادهما. 

فما من خير إلا دل عليه العباد، وما من شر إلا حذرهم منه. 
وخاتم الكتب وأكملها نزل على محمد صلى الله عليه وسلم بيانًا لكل ما سبق، وتفصيلاً للعقائد والأحكام والقصص.
كان الحبر ممن قبلنا يطوف الدنيا ليصل إلى قصة مكتملة من قصص الأنبياء، أو ليتعلم حكمة، أو يصل إلى تفصيل حكم شرعي، فأنزل الله على أمة محمد كتابه الخاتم الذي فصل فيه كل شيء.. 

كنز عظيم، سراج منير، فهل وعينا قيمة ما لدينا من منة ونعمة كبرى؟! 
والمطلوب: خذوا ما آتيناكم بقوة، تأمل قول الله تعالى إلى بني إسرائيل: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ . ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [البقرة:63-64]. 

قال العلامة السعدي رحمه الله:
"أي: واذكروا {إِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ} وهو العهد الثقيل المؤكد بالتخويف لهم، برفع الطور فوقهم وقيل لهم: {خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ} من التوراة {بِقُوَّةٍ} أي: بجد واجتهاد، وصبر على أوامر الله، {وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ} أي: ما في كتابكم بأن تتلوه وتتعلموه، {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} عذاب الله وسخطه، أو لتكونوا من أهل التقوى" (أ هـ. من تفسير السعدي) 

قال ابن كثير في تفسيره: 
"وقال أبو العالية، والربيع بن أنس: {بِقُوَّةٍ} أي بطاعة.
وقال مجاهد: بقوة: بعمل بما فيه. وقال قتادة {خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ} القوة: الجد وإلا قذفته عليكم.
قال: فأقروا بذلك: أنهم يأخذون ما أوتوا بقوة، ومعنى قوله: وإلا قذفته عليكم، أي أسقطه عليكم، يعني الجبل.

وقال أبو العالية والربيع: {وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ} يقول: اقرؤوا ما في التوراة واعملوا به.
وقوله تعالى: {ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ} يقول تعالى: ثم بعد هذا الميثاق المؤكد العظيم توليتم عنه وانثنيتم ونقضتموه، {فَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ} أي: توبته عليكم وإرساله النبيين والمرسلين إليكم {لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} بنقضكم ذلك الميثاق في الدنيا والآخرة".

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
مؤمنو كل أمة في كنف الله
المقال التالي
جزاء المعتدين: نكالاً وموعظة للمتقين