مع القرآن - ويل للمحرفين

منذ 2015-06-01

لو نظرنا في عصرنا بتأمل لوجدنا أن جل وسائل الإعلام المرئية والمقروءة تقتات على التحريف والتشويه، وإدخال الشبهات على شريعة الله ومحاربة الأولياء وممالأة الأعداء، برامج مخصصة لبث الشبهات وتحريف الشرع وتلويث عقائد المسلمين، صور متكررة، ووجوه شائهة، ورويبضة ناطقة..

توعد الله تعالى كل من حرف شرائعه وبدل وغير أحكامه، وأدخل على كتبه وشرائعه ما ليس منها بالويل والثبور، ويل لهم على تحريفهم، وويل لهم مما كسبت أيديهم من الحرام جراء هذا التحريف..

ولو نظرنا في عصرنا بتأمل لوجدنا أن جل وسائل الإعلام المرئية والمقروءة تقتات على التحريف والتشويه، وإدخال الشبهات على شريعة الله ومحاربة الأولياء وممالأة الأعداء.. برامج مخصصة لبث الشبهات وتحريف الشرع وتلويث عقائد المسلمين، صور متكررة، ووجوه شائهة، ورويبضة ناطقة! 

قال تعالى: {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ} [البقرة:79]. 

قال العلامة السعدي رحمه الله: 
"توعد تعالى المحرفين للكتاب، الذين يقولون لتحريفهم وما يكتبون: {هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} وهذا فيه إظهار الباطل وكتم الحق، وإنما فعلوا ذلك مع علمهم {لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلا} والدنيا كلها من أولها إلى آخرها ثمن قليل، فجعلوا باطلهم شركًا يصطادون به ما في أيدي الناس، فظلموهم من وجهين: من جهة تلبيس دينهم عليهم، ومن جهة أخذ أموالهم بغير حق، بل بأبطل الباطل، وذلك أعظم ممن يأخذها غصبًا وسرقة ونحوهما، ولهذا توعدهم بهذين الأمرين فقال: {فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ} أي: من التحريف والباطل {وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ} من الأموال، والويل: شدة العذاب والحسرة، وفي ضمنها الوعيد الشديد.

قال شيخ الإسلام لما ذكر هذه الآيات من قوله: {أَفَتَطْمَعُونَ} إلى {يَكْسِبُونَ} فإن الله ذم الذين يحرفون الكلم عن مواضعه، وهو متناول لمن حمل الكتاب والسنة، على ما أصله من البدع الباطلة.

وذم الذين لا يعلمون الكتاب إلا أماني، وهو متناول لمن ترك تدبر القرآن ولم يعلم إلا مجرد تلاوة حروفه، ومتناول لمن كتب كتابًا بيده مخالفًا لكتاب الله، لينال به دنيا وقال: إنه من عند الله، مثل أن يقول: هذا هو الشرع والدين، وهذا معنى الكتاب والسنة، وهذا معقول السلف والأئمة، وهذا هو أصول الدين، الذي يجب اعتقاده على الأعيان والكفاية.. 

ومتناول لمن كتم ما عنده من الكتاب والسنة، لئلا يحتج به مخالفه في الحق الذي يقوله.
وهذه الأمور كثيرة جدًا في أهل الأهواء جملة كالرافضة، وتفصيلاً مثل كثير من المنتسبين إلى الفقهاء".

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
الله محيط بسر الأعداء
المقال التالي
أعداء الدين من كل صنف يلوذون بالإرجاء