إفاقَة، نصيحة، ترشيد، وتصحيح
من لم يرَ في نفسه أهلية الخوض والسباحة فلْيلزَم شاطىء الإمساك، أو يَمسّ وجه ماء التقليد لثِقة عالِم، وحاله حال المُضطرّ في مخمصة، غير باغٍ ولا عاد حتى يَنال: {فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ}.
قد يَسوغُ الخلافُ والتشاحُن والتَّباغُض، والتناحُر والتدابُر، والتنابُز والتَّحارُب بين فصائل المُجاهدين بأرض العِراك والحرب؛ فلكُل وِجهتُه وتأويلُه ومعَاذيرُه، والمُحِقّ منهم ظفر بالأجرين والمُبطل لم يُحرَم أجرًا..
لكنَّ..! العجيب حقًّا فيمَن هم بعيدون عن تيك الأرضِ ووقائِعها، وما يطرأ على ساحتها بين طَرفة عينٍ وانتباهتها؛ كيف استساغُوا مع بُعدِهم التشاحُنَ والتلاسُنَ والتدابُرَ والتَّباغي، والتَّخاصُم والتَّلاعُن؟
بل صارَت سيماهم التقصّد والترقّب والترصّد.. إلخ.
أليس هذا تجسيدًا حقيقيًّا للوَلائات الضيّقة، والحزبيّات المَقيتَة؟
{فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} [الأنفال من الآية:1].
ومن كان خائضًا مُحقِّقًا مُرجّحًا؛ فلَه ذلك متى كان أهلًا له، ولكن يلزمه: الإنصاف لا الإجحاف، والأناة لا العجلة، وألا يتجاوز إحقاق الحقّ؛ إلى غلوّ أو تفريط، وليسأل الله دومًا الهداية والتوفيق فحَريٌّ مثلُه إذا تكلّم أن يُسدَّد وإذا قضَى أن يُوفّق..
ومن لم يرَ في نفسه أهلية الخوض والسباحة فلْيلزَم شاطىء الإمساك، أو يَمسّ وجه ماء التقليد لثِقة عالِم، وحاله حال المُضطرّ في مخمصة، غير باغٍ ولا عاد حتى يَنال: {فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ} [البقرة من الآية:173]، وينجو من الغرق في ظلمات بحرٍ لُجّيّ!
أبو فهر المسلم
باحث شرعي و أحد طلاب الشيخ سليمان العلوان حفظه الله
- التصنيف: