مع القرآن - {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ}

منذ 2015-06-10

طائفة تكفر من حملوا الوحي بعد النبي صلى الله عليه وسلم وتتهم زوجه بالزنا، وبالتالي رفضوا الشرع والسنة، وهاجموا الكتاب وادعوا تحريفه، وطائفة سبوا العلماء واتهموهم وشككوا في السنة، وقالوا لن نأخذ إلا بالقرآن، فهدموا الدين في أنفسهم، وطائفة احتقروا أهل الإسلام ونادوا باللادينية، فرفضوا الشريعة واحتقروا أهلها واستجهلوهم!

يا محمد: "إن الرسول الملكي الذي ينزل عليك بالوحي هو عدونا! لذا لن نؤمن بك ولن نتبعك"
هذه مقولة اليهود، ومثلها العديد من المقالات المتشابهة عبر التاريخ.. 

فطائفة تكفر من حملوا الوحي بعد النبي صلى الله عليه وسلم وتتهم زوجه بالزنا، وبالتالي رفضوا الشرع والسنة، وهاجموا الكتاب وادعوا تحريفه.

وطائفة سبوا العلماء واتهموهم وشككوا في السنة، وقالوا لن نأخذ إلا بالقرآن، فهدموا الدين في أنفسهم. 
وطائفة احتقروا أهل الإسلام ونادوا باللادينية، فرفضوا الشريعة واحتقروا أهلها واستجهلوهم!
وطائفة.. وطائفة.. ألخ.

منهج واحد، اتهام لحملة الوحي يعقبه رفض للوحي ذاته.
اللهم اهدنا لكمال التوحيد والسنة، وثبتنا عليهما حتى نلقاك.

قال تعالى:
{قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ . مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ} [البقرة:97-98].

قال العلامة السعدي:
"أي: قل لهؤلاء اليهود، الذين زعموا أن الذي منعهم من الإيمان بك، أن وليك جبريل عليه السلام، ولو كان غيره من ملائكة الله، لآمنوا بك وصدقوا، إن هذا الزعم منكم تناقض وتهافت، وتكبر على الله، فإن جبريل عليه السلام هو الذي نزل بالقرآن من عند الله على قلبك، وهو الذي ينزل على الأنبياء قبلك، والله هو الذي أمره وأرسله بذلك، فهو رسول محض.

مع أن هذا الكتاب الذي نزل به جبريل مصدقًا لما تقدمه من الكتب غير مخالف لها ولا مناقض، وفيه الهداية التامة من أنواع الضلالات، والبشارة بالخير الدنيوي والأخروي لمن آمن به، فالعداوة لجبريل الموصوف بذلك كفر بالله وآياته، وعداوة لله ولرسله وملائكته، فإن عداوتهم لجبريل لا لذاته بل لما ينزل به من عند الله من الحق على رسل الله، فيتضمن الكفر والعداوة للذي أنزله وأرسله، والذي أرسل به، والذي أرسل إليه، فهذا وجه ذلك".

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
رحلة البحث عن عجل معبود
المقال التالي
{بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}