إنّي بريء
أوباما يُعلن الموافقة على قانون: (مشروعية الزواج) لمن يفعلون فعل قوم لوط، وللسحاقيات! ومن يريد أن يرى نموذجًا مصغرًا للصراع المجتمعي والديني، والعلماني في أمريكا: عليه بالدخول لصفحة البيت الأبيض وقراءة تعليقات الأمريكيين وردود أفعالهم على موافقة الدولة على هذا القانون..
- أوباما يُعلن الموافقة على قانون: (مشروعية الزواج) لمن يفعلون فعل قوم لوط، وللسحاقيات!
- أولاً: نبرأ إلى الله من هذا في أمريكا وفي بلادنا، وفي سائر بقاع الأرض.
- ثانيًا: لنسمي الأشياء بأسمائها: فلا تقل: (مثليين)، ولا تقل: (شواذ) لأن المصطلحات والحفاظ عليها حفاظ على المعتقد، والأفهام، والوعي.
- ثالثًا: أتذكر حينما بدأت دراستي هنا، كنت أمر على مكاتب بعض أساتذتي فأجد لافتة صغيرة مكتوب عليها: (Free Zone)، فلم أفهم ما المقصود بها، وبحكم إيماني وقناعتي أن المؤمن لا بد ألا يكون يمعزل أبدًا عن أي شيء، ولا بد أن يستكشف ويفهم ويعي كل شيء يدور من حوله، بدأت رحلة الأسئلة، وعرفت أن هذه الكلمة تعني: أن هذا الأستاذ يدعم حقوق هذه الطائفة، ويقدم لهم المساعدة (النفسية)، بل وحضرت لهؤلاء الأساتذة بعض الندوات والاجتماعات..!
هذه بعض الحقائق المختصرة جدًا، لمن يريد ألا يمرر هذه النقلة التاريخية حول مزيد من انتكاس الفطر البشرية:
١- تاريخ المطالبة بالحق في الزواج لهذه الطائفة قديم، وما جعله مؤجل حتى اليوم: حالة الصراع التي نشبت بين أفراد المجتمع، ما بين معارض باسم الدين والإنسانية والفطرة، وما بين مؤيد باسم الحرية، والعلمانية، والليبرالية، والمساواة، والإنسانية أيضًا.
٢- الحكومة الأمريكية لا تتحرك لمناقشة قوانين إلا بعد ضغوطات (عميقة، وعلى أكثر من صعيد).
(على مستوى الفلسفة): هناك تاريخ كامل ومؤلفات طويلة في تحليل وتفسير، وتفكيك وتشجيع فعل قوم لوط، والسحاقيات.
(على مستوى علم النفس، والطب): منذ حوالي ٣٠ عامًا، بدأ الترويج لما قدموه للناس على أنه حقيقة: "أن من يفعل مثل هذا هو مريض، ولا بد من أن نتعاطف معه، لا أن نكبته، وننبذه".
(أدبيًا، ونقديًا): هناك مدارس كاملة اسمها (الكوير أو كويريزم) -اختصارًا حتى لا أدخل في تفصيل علمي، نقدي يطول شرحه- هذه المدارس أقنعت المثقفين الأمريكيين أنه: "يا عزيزي كلنا شواذ"، وأخذوا في منطقة وسفسطة مصطلح "الشذوذ"، وتعميمه على كل فعل (يدمنه) الإنسان، فاخترقوا العقلية الغربية بفكرة: "أن الشذوذ فعل يشمل كل الحياة"، لذا فغير منطقي أن تهاجم هذه الطائفة تحديدًا.
(على مستوى الميديا): أفلام، ومسلسلات، وبرامج بتقدم قصص هذه الطائفة، ومعاناتهم، وأدلجت الرأى العام، والمجتمع الأمريكي بحيث يتعاطف معهم..!
3- من قبل هذا دراسات (الجندر، والسيكشواليتي، والسيكشوال بوليتكس، والسيكشوال إيدينتتي): الهوية الجنسية وما تم التأسيس له في أحقية وحرية كل إنسان في اختيار هويته الجنسية، أنت "نوعك" رجل تريد أن تصبح جنسيًا إمرأة! أنت حر، والعكس.
4- من يريد أن يرى نموذجًا مصغرًا للصراع المجتمعي والديني، والعلماني في أمريكا: عليه بالدخول لصفحة البيت الأبيض وقراءة تعليقات الأمريكيين وردود أفعالهم على موافقة الدولة على هذا القانون..
المتدينون: "يحذرون من غضب الرب، ومن اللعنات".
الليبراليون: "وأين كان الرب حينما كان السود يقتلون على هذه الأرض؟
الناس اللي مكبرة دماغها: "احنا بنحبك أوي يا أوباما"، الناس الكول: "بتهيص للقانون"، والطائفة الأكبر ومن خلال مشاهداتي وتواجدي في أروقة الثقافة والمجتمع الأمريكي: "ساكتة" مش قادرة تنطق، لأن اللي بيظهر "اشمئزازه وغضبه ورفضه" لهذا الفعل والتصريح به، بينظر له نظرة على إنه متخلف، ورجعي، وغير مؤمن بالحرية الفردية وممكن جدًا يقاطعوه.
غادة النادي
كاتبة و داعية إسلامية
- التصنيف: