رحل ثلث رمضان

منذ 2015-06-29

واعْلم أن الراحة؛ لا تُنال بالراحة، ومعالي الأمور؛ لا تُنال بالفتور، ومن زرع حَصد، ومن جدَّ وجد!

وصيّتي لنفسي وإخواني، وقد تصرَّم ثُلث رمضان!

قال ابن الجوزي رحمه الله:

"وقد حُكي أن ملكًا، كتب إلى عُمّاله في البلدان، إني قادمٌ عليكم، فاعملوا كذا وكذا! ففعلوا، إلا واحدًا منهم، فإنه قعد يتفكر في الكتاب، فيقول:

"أترَى كتبَه بمدادٍ أو بحِبر؟!"

"أترى كتبه قائمًا أو قاعدًا؟!"

فما زال يتفكّر حتى قدِم المَلك، ولم يعمل ممَّا أمره به شيئًا! فأحسَن جوائز الكلّ، وقَتل هذا".

(انظر: صيد الخاطر).

قلتُ:
وهكذا البطّالون القاعدون، في مواسم المغفرة والخيرات!

يُنصَب لهم سوقُ العفو والغفران، وهم كُسالَى مُعرِضون!

يُنادَى عليهم، ببَذل القليل والمُستطاع، فيستثقلون ولا يستجيبون!

ويُوشك السوق أن يَنفضّ، وهم لاهُون لاعبون، في غمرتهم يعمهون!

فمتَى يَنجو هؤلاء؟! أم متَى يُقبَلون ويُعتَقون؟!

فيا هذا، وكلنا ذاك:

دَعك من البطالة في زمن البَذر والعمل!

واقصُد البحرَ، وخَلّ القنوات!

وإيَّاكَ ثُمَّ إيَّاك، أن تَرتديَ ثيابَ الراحة، في وقت العمل!فمَن لبسَها اليوم، حُرِمَها غدًا!

واعْلم أن الراحة؛ لا تُنال بالراحة، ومعالي الأمور؛ لا تُنال بالفتور، ومن زرع حَصد، ومن جدَّ وجد!

فأقبِل ولا تَخَف، وجِدّ واجتهد، فإنَّ الربَّ غفورٌ شكور!

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو فهر المسلم

باحث شرعي و أحد طلاب الشيخ سليمان العلوان حفظه الله