تساؤلات في مرحلة الخطوبة

منذ 2015-07-16

استغنوا بحسن الظن برب كريم، وألقوا الأرواح في مواضع قدره منيبة إليه، طامعة فيه.


"هو أنا لو رفضته بعد ما اتقدم أبقى اتبطرت على النعمة؟".
"هو أنا لو رديت على أهلها بعدم تمام الأمر أبقى كسرت خاطرها وعلي ذنب؟".
سؤالان متكرران كثيرًا، الهم الذي يؤرق النساء، والخوف الذي يحجم كثيرًا من الرجال، ويعقدان أمر الإقدام على الارتباط..

دعونا نتفق أن التقدم وبداية الخطوبة مجرد خطوة، قد تتبع بما بعدها، وقد تكون الأولى والأخيرة في هذه العلاقة لأسباب كثيرة! 

الارتباط: أنا موافقة عليك مبدئيًا، أنا شايفك الإنسانة المناسبة مبدئيًا، والابتداء ليس انتهاؤه هنا دومًا بالزواج، بل كثيرًا ما يكون: "كل شيء نصيب"، "مش هننفع لبعض". 

أين المشكلة؟!
المشكلة في منظومة مجتمعية أقل ما توصف به الغباء، عقدت الميسر وحاسبت وجلدت بما لا يعاب ولا ينبغي أن يعاب! "دي اتخطبت قبل كده"، "ده سابها الظالم بعد ما اتقدم لها"، ولا يعيبها هذا، ولا يعيبه ذاك.. مثقال ذرة!

بعيدًا عن أطفال المشاعر (رجالاً ونساءً) الذين لا يعرفون ما يريدون أصلاً، وبالتالي هم مشتتون، غير راضين ولو حازوا ما حازوا، فإن الزواج أيضًا بمبدأ (الجدعنة وجبر الخاطر) و(بعد الزواج كله هيتصلح) أسوأ القرارات التي يمكن أن يقع فيها بعضهم!

ماذا أريد أن أقول؟!
أريد القول أن الشغف -به أو بها- ما لم يتوفر، والأيام ما لم تزد الألفة وتكسر الحواجز -رغم القيود الشرعية- وتصور حياة سعيدة -معه أو معها- لم يتحقق: فالاستمرار في مثل هذا الارتباط نوع من التخدير الذي سيفيق يومًا على كارثة..

أشجع قرار -منه أو منها- في هذه الحال: "تستاهل -تستاهلي- كل خير مع غيري"!
أدرك تمامًا أن الأمر ليس بهذه البساطة التي أكتبها، وأن الألم حاصل على أي حال، سيما مع توفر أولئك "الأطفال"، لكن ألم عاجل سيذهب لحال سبيله أرحم في هذه الحالات من كوارث مؤجلة ملازمة!

وأدرك أيضًا أن الأصل في الدنيا عدم الكمال، وإن كره أو كرهت خلقًا رضوا بآخر، ومعنى "الرضا" جنة لا يخاطب بها الناس جميعهم، فما يحيا به أحدهم، قد يكون فيه شقاء الآخر! 

كلمتي الأخيرة لكل امرأة -فهن الأكثر ألما في هذا، سواء أخذت هي القرار أو استقبلته غالبًا-: هذا الذي ذهب، إما أنه لم يكن صادقًا، مجرد طفل عابث، وهذا لا يستحق أن تتذكريه أصلاً، صفحة من دفتر العمر، وأُلقيت في أقرب صندوق نسيان!

أو أنه صادق ضعيف، لم تواته ظروفه ليصمد، فاحمدي الله أن مضى، فلعلك تكونين معه بائسة، والحب يومًا ما يختنق؛ فهو وحده كثيرًا لا يكفي لو تعلمين! على كل الأحوال ثقي أن ما يقدره الله هو الخير، والألم ابتلاء كأي ابتلاء يمر بنا في المشوار، نكون بعده أقوى، وأصبر.

استغنوا بحسن الظن برب كريم، وألقوا الأرواح في مواضع قدره منيبة إليه، طامعة فيه، ثم لله در (برنس) قائل: "اللي يبيعني أبيعه.. مندمش في يوم عليه".

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

محمد عطية

كاتب مصري