لا مزاح بآيات الله - التنكيت على الملائكة

منذ 2015-07-19

يريد الله منا أن نستحي من الملائكة الكاتبين ونجلهم ونوقرهم أن نعصي في حضرتهم. فهل تجل أحدًا وتوقره ثم تنكت عليه؟!

مما لا يعلمه كثير من المسلمين أن الملائكة لهم حرمة عظيمة، فلا يجوز "التنكيت" عليهم ولا ذكرهم بما فيه نوع استخفاف، كما يفعل بعض الغافلين في أيامنا! فترى من يقول بعض تناول طعام عند صديقه: "أكل طعامكم الأبرار وصلت عليكم الملائكة إلا جبريل"، فيقال له: "ولماذا إلا جبريل؟" فيقول: "يصلي عليكم بعد الشاي"!!!
أتدري عمَّن تتكلم يا "خفيف الظل"؟! عمَّن قال الله تعالى فيه:
{نَزَلَ بِهِ الرُّ‌وحُ الْأَمِينُ} [الشعراء:193]، وقال فيه: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَ‌سُولٍ كَرِ‌يمٍ . ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْ‌شِ مَكِينٍ . مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ} [التكوير:19-21].
 

كل هذه أوصاف لجبريل عليه السلام: كريم القدر، مكين، أي له مكانة عند الله عز وجل ومنزلة رفيعة، (مطاع ثم) أي له وجاهة وهو مسموع القول مطاع في الملأ الأعلى، (أمين).
قال ابن كثير: "وهذا عظيم جدا! أن الرب عز وجل يزكي عبده ورسوله الملكي جبريل كما زكى عبده ورسوله البشري محمدًا صلى الله عليه وسلم" أتجعل هذا الملك بعد الشاي وقبل الشاي!! الإيمان بالملائكة وإجلالهم وتقديرهم من أركان الإيمان الستة. فهم رسل الله تعالى.
 

ابن حزم رحمه الله في كتابه (الفصل في الملل والأهواء والنحل) قال: "وصح بالنص أن كل من استهزأ بالله تعالى، أو بملك من الملائكة، أو بنبي من الأنبياء عليهم السلام، أو بآية من القرآن، أو بفريضة من فرائض الدين، فهي كلها آيات الله تعالى، بعد بلوغ الحجة إليه، فهو كافر".
ستقول: أنا لا أستهزئ بهم وإنما "أنكت" عليهم! هذا التنكيت لا يكون إلا عن استخفاف. فلو استقر تعظيمهم في قلبك لما فعلت.

 

قال ابن نجيم الحنفي في (البحر الرائق): "يكفر -أي المكلف- بعيبه ملكا من الملائكة أو الاستخفاف به". والتنكيت على الملائكة استخفاف فتنبه يا هداك الله.
 

ومثله الاستخفاف بملك الموت الذي يسميه الناس عزرائيل والتنكيت عليه وهو رسول من رسل الله موكل منه سبحانه: {قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَ‌بِّكُمْ تُرْ‌جَعُونَ} [السجدة:11].
 

لذا، عود نفسك أخي إن جاءك من يقول: سمعت آخر نكتة: مرة مَلَك قال...قاطعه وقل له: لا تكمل! أتنكت على من قال الله تعالى فيهم: { وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ . كِرَ‌امًا كَاتِبِينَ . يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ} [الإنفطار:10-12].
يريد الله منا أن نستحي من الملائكة الكاتبين ونجلهم ونوقرهم أن نعصي في حضرتهم. فهل تجل أحدًا وتوقره ثم تنكت عليه؟!

 

والسلام عليكم.