هل سمعت بمحاولة حرق جسد النبي صلى الله عليه وسلم؟!
عندما كان النبي صلى الله عليه وسلم يمشي في ليلة مظلمة في أحد الشعاب، فأتته الشياطين بشهب من نار لتحرق وجهه الشريف، فماذا حدث؟!
الحمد لله الولي الحميد، والصلاة والسلام على خير الرسل وأكرم العبيد، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد:
إنها جريمة عظيمة..
ومحاولة شنيعة فظيعة للتعدي على الجسد الطاهر!
ومكيدة أكيدة للتعرض لبدن خير الخلق بالحرق!
أيعقل هذا؟!
فمن هؤلاء المجرمون الذين تجرؤوا على مثل هذه الفاجعة المروعة؟! والكارثة المفزعة؟!
هل هم من اليهود الملاعين؟! أم من النصارى الحاقدين؟ أم من الشيعة المنحرفين؟ أم من الصوفية الخرافيين؟ أم من العلمانيين الفاسقين؟ أم من الخوارج المتطرفين؟! أم من البوذيين المنبوذين؟ أم من السلاطين المستبدين؟ أم من الدهماء المغفلين؟!
الحقيقة أنهم ليسوا من أولئك أجمعين، وإنما هؤلاء من جنودهم، يعملون بقولهم، ويطيعون أمرهم، وينقادون لحكمهم!
لقد انسلوا بين حنادس الظلام في ليلية سوداء كقلوبهم، وأوقدوا المشاعل بأيديهم، وأقسموا بالله جهد أيمانهم على تحقيق هدفهم، فأحكموا الخطة، وأبرموا الأمر، ودبَّروا المكيدة، وأتوا عليه من كل جانب، وتحدَّروا نحوه من كل صوب، وجاءت ساعة الصفر، وأتت اللحظة الحاسمة، فالخطة محكمة، والحراس غافلون مشغولون.. والأسباب مواتية للكارثة الآتية!
لحظة من فضلك!
لا يذهب بك عقلك بعيدًا، فلم يقع هذا الأمر الجلل في زماننا هذا، وإنما حدث هذا الحدث عندما كان النبي صلى الله عليه وسلم يمشي في ليلة مظلمة في أحد الشعاب، فأتته الشياطين بشهب من نار لتحرق وجهه الشريف، فماذا حدث؟!
فعن أبي التيَّاح، قال: قلت لعبد الرحمن بن خنبشٍ التميمي، وكان كبيرًا: أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم. قلت: كيف صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة كادته الشياطين؟
قال: إنَّ الشَّياطينَ تحدَّرَتْ تِلكَ اللَّيلةَ علَى رسولِ اللهِ مِنَ الأوديةِ والشِّعابِ، وفيهِم شيطانٌ بيدِه شُعلةٌ من نارٍ يريدُ أن يحرقَ بِها وجهَ رسولِ اللهِ، فهبَطَ إليهِ جبريلُ فقال: "يا مُحمَّدُ! قل". قال: «
». قال: "قل: أعوذُ بكلماتِ اللهِ التامَّةِ مِن شرِّ ما خلق وذرأ وبَرأ، ومن شرِّ ما ينزلُ من السَّماءِ، ومن شرِّ ما يعرُجُ فيها، ومن شرِّ فِتنتَيْ اللَّيلِ والنَّهارِ، ومِن شرِّ كلِّ طارقٍ، إلَّا طارقًا يطرُقُ بخيرٍ؛ يا رحمنُ!، قال: فطُفِئَتْ نارُهم، وهزمَهُمُ اللهُ تباركَ وتَعالى" (صحيح الترغيب؛ برقم: [1602]).أرأيت أعداء الحق كيف يفعلون؟! وعلى من يجترئون؟!
إذا ما موقفك منهم؟ وما دورك في محاربتهم؟ ومخالفة أمرهم؟!
اقرأ قول الذي خلقهم، وهو أعلم بهم، ماذا قال لك فيهم:
قال تعالى: {إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ۗ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ ۚ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا} [الكهف من الآية:50].
عبد اللطيف بن هاجس الغامدي
مدير فرع لجنة العفو واصلاح ذات البين - بجدة .
- التصنيف:
- المصدر: