مع القرآن - محمد دعوة إبراهيم

منذ 2015-07-27

طلب إبراهيم أن يرسل الله على أهل مكة رسولًا منهم يعلمهم ويزكي نفوسهم.. فكانت الإجابة بل سأخرج منهم من يعلمهم ويعلم الدنيا كلها معهم، وليس ذلك فحسب! بل سيكون آخر المرسلين

من فضل الله على العبد الصالح أن يتقبل دعاءه بصلاح الذرية، ولما كان مقام إبراهيم مقام الخلة كانت إجابة الكريم سبحانه على قدر جلاله وعظمته، طلب إبراهيم أن يرسل الله على أهل مكة رسولًا منهم يعلمهم ويزكي نفوسهم..

فكانت الإجابة بل سأخرج منهم من يعلمهم ويعلم الدنيا كلها معهم، وليس ذلك فحسب! بل سيكون آخر المرسلين، فكل الدنيا من بعده وإلى يوم القيامة ستسير على تعاليمه، ومن ضل عن طريقه هلك وسيكون كتابه هو الكتاب الخاتم الأخير، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

تأمل معي دعوة إبراهيم عيه السلام:
{رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [البقرة:129].

قال العلامة السعدي:
"{رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ} أي: في ذريتنا {رَسُولا مِنْهُمْ} ليكون أرفع لدرجتهما، ولينقادوا له، وليعرفوه حقيقة المعرفة،{يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ} لفظًا، وحفظًا، وتحفيظًا {وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} معنى.

{وَيُزَكِّيهِمْ} بالتربية على الأعمال الصالحة والتبري من الأعمال الردية، التي لا تزكي النفوس معها. {إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ} أي: القاهر لكل شيء، الذي لا يمتنع على قوته شيء، {الْحَكِيمُ} الذي يضع الأشياء مواضعها، فبعزتك وحكمتك، ابعث فيهم هذا الرسول. 

فاستجاب الله لهما، فبعث الله هذا الرسول الكريم، الذي رحم الله به ذريتهما خاصة، وسائر الخلق عامة، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: «أنا دعوة أبي إبراهيم».

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
{قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا}
المقال التالي
رغبة السفهاء