كل يعاني إلا الشهيد

منذ 2015-08-09

إنها سكرات الموت الموقف الأخير من الدنيا، وآخر شدة يلقاها العبد قبل لقاء الله، وسكرات الموت هي آخر ما يكفر الله به عن عبده.

كلنا سيمر بهذه اللحظات لا محالة.

إنها سكرات الموت الموقف الأخير من الدنيا، وآخر شدة يلقاها العبد قبل لقاء الله، وسكرات الموت هي آخر ما يكفر الله به عن عبده.

روى البخاري عن عَائِشَةَ: أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كان بين يديِه رَكْوَةٌ، (أو: عُلبةٌ فيها ماءٌ -يشُكُّ عمرُ) فجعل يُدخِلُ يدَه في الماءِ، فيمسحُ بها وجهَهُ، ويقولُ: «لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، إِنَّ لِلْمَوْتِ سَكَرَاتٍ»، ثُمَّ نَصَبَ يَدَهُ، فَجَعَلَ يَقُولُ: «فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى» حَتَّى قُبِضَ وَمَالَتْ يَدُهُ. (صحيح البخاري؛ برقم: [6510]).

بعض السلف كانوا يرون في هذه الشدة الرحمة منهم عمر بن عبد العزيز، وروى عبد الله بن أحمد في (زوائد الزهد؛ ص: [388]) عن إبراهيم النخعي قال: "كانوا يستحبون للمريض أن يجهد عند الموت".

وذلك من باب تكفير السيئات قبل لقاء الله تعالى.


ولكن للشهيد شأن آخر وأمر عجيب:

روى الإمام أحمد، والترمذي وصححه، والنسائي وابن ماجة عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَا يَجِدُ الشَّهِيدُ مِنْ مَسِّ الْقَتْلِ، إِلَّا كَمَا يَجِدُ أَحَدُكُمْ مَسِّ الْقَرْصَةِ» (صححه الألباني في صحيح الترمذي؛ برقم: [1668] وغيره).

قال المناوي رحمه الله: "يعني أنه تعالى يهون عليه الموت ويكفيه سكراته وكربه، بل رب شهيد يتلذذ ببذل نفسه في سبيل الله طيبة بها نفسه؛ كقول خبيب الأنصاري حين قتل:

وَلَسْتُ أُبَالِي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا *** عَلَى أي جَنْبٍ كَانَ في اللهِ مَصْرَعِي"

(فيض القدير: [4/182]).

اللهم ارزقنا حسن الخاتمة وشهادة في سبيلك وموتًا في مدينة نبيك صلى الله عليه وسلم.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.