إلى شعب الأرض المقدسة ،، اصبروا فأنتم عزّ الأمة

منذ 2009-01-02

ولكن هيهات أن تعتاد أمّة الجهاد على الذل، كيف والله تعالى يضـرب لها الأمثال، بما في غـزة، والرافدين، وأفغانستان، والشيشان، والصومال، من الأبطـال.

أرى البلاء يحيطُ اليومَ غزَّتـَـنا ** ومجلسُ الأمنِ بالإرهابِ يرمينا

ويا حكام العرب إلى مزبلة التاريخ التي لم تعد تحتملكم أيضا!!

لاريب أن هؤلاء الحكام العرب ألعـن من يهوذا الأسخريوطي الذي وشى فباع المسيح عليه السلام روح الله، وكلمته التي ألقاها إلى مريم البتول عليها السلام، النبيّ المطهّـر من أولي العزم من الرسل، باعه بثلاثين أوقية من الفضة!!

فنجّى الله المسيح ورفعه وطهَّره من الذين كفروا، وجعل شبهه على يهوذا فصـُلب جزاءً وفاقـا، وفي أنجيل متّى أنه ندم، وذهب إلى الكهنة فـي الهيكـــل قائــلا: "لقد أخطأت إذ سلمت بريئـا، فقالوا: ماذا علينا؟، فطرح الفضّة في الهيكل، ثم مضى، وخنق نفسه"، وهذا ملائم للرواية الثانية عندنا أنَّ شبه عيسى ألقاه الله على أحد الحواريين، قد فدى المسيح عليه السلام بنفسه.

وأخــال أنّـه لو بُعث يهوذا لبصق على حكام العرب، لقد باع يهوذا الأسخريوطي نبيّا واحداً فحسب، وهؤلاء الحكام باعوا رسالة محمد صلى الله عليه وسلم سيّد الأنبياء، ورسالة كلّ الأنبياء، بإسلامهم مهاجر الأنبياء، ومسرى النبي صلى الله عليه وسلم، وخذلانهم إخوانهم من شعـب الأرض المقدسة، إلى بوش الصليبي وأولياءه من إخوان القردة والخنازير!!

وباعوا أيضا شرف وكرامة الشاهدين أمّة محمّد صلى الله عليه وسلم، فهم أحقّ بحكم يهوذا الأسخريوطي عند الله.

ولئن صلب يهوذا الأسخريوطي فهـم اليوم مصلوبون بمسامير الرذالة، في مسرح الخيانة، على خشبة النذالة، فوق مزبلة التاريخ التي لم تعد تحتملهـم أيضـا من نتـن رائحـة خيانهتـم!!

أيّها الأنذال، ماذا فعل بوش ليستحق كلّ هذا الإكرام والتبجيل، أهو احتلال العراق وسفك دماء مئات الآلاف من شعبه، وتدمير قوته؟!، أم احتلال أفغانستان؟!، أم ما فعله في الصـومال؟!، أم تدمير لبنان في الحرب الماضية؟!

أم جرائم الإبادة التي لا تتوقف في حق الفلسطينيين، وهذا النزيف الذي لاينقطع من الدماء، وقتل المرضى في المستشفيات بسبب حصاركم أنتم مع الصهاينـة والأمريكيين لغـزّة، وإنتهاك الأسيرات المستضعفات في السجون، والأسرى الذين هم بالآلاف، يعيشون أسوء الأحوال، في أشدّ المعاناة، لا جرم لهـم، سوى دفاعهم عن دينهم، وحقوقهم، وكرامة أمّتهـم.

وهل فعل رئيس أمريكي بأمتنا أشدّ مما فعل هذا المجرم، وهل مرّت فترة رئاسة أمريكية أجرمـت في أمّتنا أكثـر مما أجرمت هذه الرئاسة اللعينة.

ترى هل هذا كلَّه كان مخططا، أعني لكي يكون طريقة نفسية مفيدة في ترويض العبيد، أن يتفنَّن هذا الأحمـق المطاع، بكلّ أنواع الموبقات في أمّتنا، وينتهك كلّ كرامة لها، ثم يجعل الخاتـمة حفـلة تكريم بين عواصم المذلّـة، تنقله وسائل الإعلام، ليغرز ذلك في نفوس الشعوب العربية غاية الإذلال، ونهاية المهانـة، حتى يعتادوا على هذا المشهـد، كما يعـوِّد السادة العبيد على تقبيل أيديهـم، بعد جلـد ظهور العبيـد بالسياط، إمعانا في إذلالهـم؟!

ولكن هيهات أن تعتاد أمّة الجهاد على الذل، كيف والله تعالى يضـرب لها الأمثال، بما في غـزة، والرافدين، وأفغانستان، والشيشان، والصومال، من الأبطـال.

غيـر أن الغريب في كلّ ما يجري، هذه اللحى المستأجَرة للصليب، التي تتكلم باسم الدين، وهـم في غيّهـم سادرون!!

1ـ تحدثنا بحناجرها الناعمـة بسبب شيكات (الوسطية)، عن التسامح مع الآخر، وهم صامـتون عما يفعله بوش من جرائم في أمّتهم وليس مع الآخـر.

وعمّا يفعله الحكام ليس مع الآخر ولكن مع شعوبهم، من أنواع التعذيب، والاضطهاد، والتجويع، والإذلال، مما لم يخطر حتى على بال فرعون ذي الأوتاد، وثمود الذين جابوا الصخـر بالواد.

2 ـ وتحذّر بعواطـف زائفة، من الإرهاب الذي يقتل الأبرياء، وهم صامتون عن ذبح الأمّـة من الوريد إلى الوريد.

3- وتحشد الروايات في حقوق الحكام، وهـي ترمي بحقوق الأمّـة في نار الجحيم، وتحرم على الشعوب حتى التهامس بينها لنيل حقوقها، وتعظنا عن حقوق ولاة الأمـر.

وليت شعري أيّ أمـر بقي في أيديهـم حتى يكونوا أولياءه؟!

وقد حُوِّلت بلادهم إلى قواعد أجنبية، ودولهم إلى محطات ترتاح فها رايس ريثما تجمع الجزية، وتوزع أوامر الطاعـة، في قيـود الرق، ويتجول فيها عملاء الموسـاد، يهيئون للتطبيع.

إنّ الذي جرى في غـزة يوم الثلاثاء من مجازر ارتكبها الصهاينة بدم بارد، وما يجري فيها كلّ يوم، من حصار يقتل أبناءها، وقصف يصبغ شوارعها بالدم الفلسطيني الطاهـر، ليعلـن للأمّـة عنوان صمود، وبطولة شعب الأرض المقدسة، وعزمهـم الذين لا يلين أن يحفظوا شرف الأمّـة، ويصونوا كرامتها.

كما يسـمُ بوسمْ الخزي، والعار، جبيـن كلَّ زعيم بقي على كرسيه، في حظيرة من حظائر الإدارة الأمريكية الموزَّعة في المنطقـة.

ووالذي نفسي بيده، إنْ بقي في أمّتنـا وميـض العـز يتلألأ وضاءً على جبينها إلّا في هؤلاء الأبطال بين أكناف بين المقدس، وفي أرض الرافدين، وعلى هضاب الأفغان، وأدغال الصومال، وجبال كشمير، وغابات الفلبين، وعلى ثلوج الشيشان.

فاللهم احفظـهم كما حفظوا كرامتنا، وانصرهم كما نصروا ديننا، وأعزهـم كما أعـزُّوا أمـتنا،، آمين.








المصدر: موقع الشيخ حامد العلي

حامد بن عبد الله العلي

أستاذ للثقافة الإسلامية في كلية التربية الأساسية في الكويت،وخطيب مسجد ضاحية الصباحية