مائتان وخمسون لطيفة قرآنية - الحلقة (12)

منذ 2015-08-12

191ـ {إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّ‌حْمَـٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا}[1]: لما خلت مريم بالمَلك (رجلًا سويًا) قالت: {إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّ‌حْمَـٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا} لأنها تعلم أن الخلوة بالمرأة ليست من عمل الأتقياء.

192ـ {مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَ‌أَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا}[2]: متقدموا مشركي بني إسرائيل (أعفُّ) من متأخري مشركيهم، فالمتقدمون قالوا: {مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَ‌أَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا}، ومتأخروهم قالوا: حرية ذاتية.

193ـ {إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّ‌حْمَـٰنِ مِنكَ}: مريم لم تكن معتادةً الخلوة بالرجال ولهذا ارتاعت واستعاذت وقالت: {إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّ‌حْمَـٰنِ مِنكَ} فرحم الله (سلف) بني إسرائيل ممن وحَّد الله.

194ـ {شَيْئًا فَرِ‌يًّا}[3]: بنو إسرائيل في العهد (الإيماني الفطري) سمو الفاحشة: {شَيْئًا فَرِ‌يًّا}، فكيف لو رأوا حال الأمة الغربية اليوم التي تجعل (العفة) مرضًا نفسيًا؟!

195ـ {وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَ‌أَتَيْنِ}[4] أين بقية نساء القوم؟ ولِم لَمْ تخرج إلا هاتان المرأتان؟ ولِمَ لَمْ تخالطان الرجال؟ ولِمَ وقفتا دونهم؟ الجواب: العفة.

196ـ {وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ}[5]: فتية الكهف اعتزلوا (خوفًا) فانتشر دينهم وكثر اتباعهم وحُفِظت قصتهم.

197ـ آيات تستحي إذا قرأتها: {تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ}[6]، {وَيَخِرُّ‌ونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ} [الإسراء من الآية:109].

198ـ {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا}[7]: لا تغتر بما آتاك الله من العلم وأنت تقرأ: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا}.

199ـ {وَلَـٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْ‌ضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ}[8]: (بلعام) عالِم سوء بني إسرائيل، وصفه الله بكونه:

1- أخلد إلى الأرض.

2- واتبع هواه فكل من وقع في هذين الأمرين من علمائنا فقد شابه (بلعام).

200ـ {إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا}[9]: لكي (يتحفى) بك الله (تحف أنت) بأوامره.

201ـ {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}[10]: كلما كانت (استعانة) العبد بربه خالصة كانت (إعانة) الله له كاملة.

202ـ من أقوال (ضعاف) أهل الإيمان في القرآن:

1- المفتونين بالدنيا قالوا: {يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُ‌ونُ} [القصص من الآية:79].

2- المتخاذلين قالوا: {لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ} [البقرة من الآية:149].

203ـ من أقوال (المؤمنين حقًا) في القرآن:

1- الزاهدين في الدنيا قالوا: {وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ‌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا} [القصص من الآية:80].

2- المجاهدون قالوا: {كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَ‌ةً بِإِذْنِ اللَّهِ} [البقرة من الآية:249].

204ـ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}[11]: مهما كان لا ينجيك إلا (الصدق) مع الله وعند الناس.

205ـ {لَا أَبْرَ‌حُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَ‌يْنِ}[12]: من لاح له (الهدف) اختفت عنه (العوائق) كما فعل موسى عليه السلام.

206ـ {إِنَّ إِبْرَ‌اهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ}[13]: الأواه: كثير قول (أوه)، وهذا يدل على اهتمامه بشؤون الناس فإن رأى مسكينًا تأوه، أو منكرًا تأوه.

207ـ {أُولَـٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى}: {عَلَىٰ}: لأنهم تمكنوا من الهداية والتوفيق فكأنهم استعلوا وركبوا الهدى وتمكنوا منه (الهداية الكاملة).

208ـ {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْ‌ضِ}[14]: ظهور النفاق يُفسِد (الأرض) فكيف (بالقلوب) المستمعة له، فضلًا عن (الأنفس) المنافقة كيف تكون؟!

209ـ {وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ}[15] إحدى العقوبات الربانية هي: {وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} فيزداد طغيانهم على (عمًى)، وهذا يجيب على خواطر النفس: لِمَ (الطاغي) يزداد طغيانًا؟

210ـ {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم}[16]: لم يبتلى الإنسان بمثل: (موت القلب) و(إهدار الوقت).

211ـ {إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ}[17]: لولا (المنافق) ما راح الكافر ولا جاء!

212ـ سماع القرآن: لما سمعوا القرآن - عقلاء الجن قالوا: {أَنصِتُوا}، وسفهاء الإنس قالوا: {لَا تَسْمَعُوا لِهَـٰذَا الْقُرْ‌آنِ} [فصلت من الآية:25].

213ـ {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ}[18]: الله يقسم الرزق والأخلاق: فأعطى النبي عليه السلام من الرزق (كفافًا)، ومن الأخلاق (تمامًا).

214ـ {إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ‌ فَمَن شَرِ‌بَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي}[19]: لا تبرير مع أوامر الله فقد ابتلى الله طالوت {بِنَهَرٍ‌} وكانوا عِطاشًا ومجاهدين في سبيل الله وعليهم المشقة وأمامهم العدو ومع هذا {فَمَن شَرِ‌بَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي}.

215ـ {خَتَمَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ وَعَلَىٰ أَبْصَارِ‌هِمْ غِشَاوَةٌ}[20]: (العين) نافذة (القلب) فإذا ختم الله على القلب، أصاب البصر غشاوة.

216ـ {اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَ‌بُ لِلتَّقْوَىٰ}[21]: أعدل العدل: العدل بين (العاطفة) و(العقل).

217ـ {هَلْ يَسْتَطِيعُ رَ‌بُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ}[22]: هذا السؤال أمقت سؤال لأنه جمع بين: سوء الأدب وضعف اليقين وسوء الظن ودنو الهمة.

218ـ {خُذُوا حِذْرَ‌كُمْ}: المؤمن لا تجده إلا حذِرًا: من أن تغويه نفسه أو يتخلى عنه ربه، أو يمكر به عدوه، أو يخذله منافق ولهذا تكرَّرت في القرآن أربع مرات {خُذُوا حِذْرَ‌كُمْ}.

219ـ {وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ} [الحجر:35]: هذه أطول لعنة: نعوذ بالله من غضب الله.

220ـ {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ}[23]: ادخل في كنف (عباد الله) تأمن.

 

-----------------------------------------------------

[1]- [مريم من الآية:18].

[2]- [مريم من الآية:28].

[3]- [مريم من الآية:27].

[4]- [القصص من الآية:33].

[5]- [الكهف من الآية:16].

[6]- [السجدة من الآية:16].

[7]- [الأعراف من الآية:175].

[8]- [الأعراف من الآية:176].

[9]- [مريم من الآية:47].

[10]- [الفاتحة:5].

[11]- [التوبة:119].

[12]- [الكهف من الآية:60].

[13]- [هود من الآية:75].

[14]- [البقرة من الآية:11].

[15]- [البقرة من الآية:15].

[16]- [البقرة من الآية:74].

[17]- [البقرة من الآية:14].

[18]- [القلم:4].

[19]- [البقرة من الآية:149].

[20]- [البقرة من الآية:7].

[21]- [المائدة من الآية:8].

[22]- [المائدة من الآية:112].

[23]- [الحجر من الآية:42]، و[الإسراء من الآية:65].

 

عقيل بن سالم الشمري

 

المقال السابق
الحلقة (11)
المقال التالي
الحلقة (13)