نزار ريان الشهادة ومستقبل الإسلام

منذ 2009-01-03

من هنا نقول كيف لا نفوز وننتصر؟!، وعلمائنا لايجلسون قاعدين إنما يتصدّرون مواكب الجهاد بشجاعة كي يقدموا القدوة والنموذج لشباب الأمة بأمر الله وفضله....

الله أكبر فزنا وانتصرنا على اليهود ورب الكعبة، هكذا كان تعليقي عندما علمت بنبأ استشهاد عالم الحديث المجاهد نزار ريان يوم الخميس 4محرم الأول من يناير عندما استهدفت منزله طائرة صهيونية وألقت عليه طن من القنابل فإستشهد هو و15 من أسرته.

من هنا نقول كيف لا نفوز وننتصر؟!، وعلمائنا لايجلسون قاعدين إنما يتصدّرون مواكب الجهاد بشجاعة كي يقدموا القدوة والنموذج لشباب الأمة.

وكيف لا نفوز وننتصر وعلمائنا يتصّدرون مواكب الشهداء؟!، الحقيقة أن الشيخ نزار ريان عاش في حياته حٌجة على العلماء وفي استشهاده كان أيضاً حٌجة على العلماء...

لقد عاش الشيخ نزار ريان حياة قصيرة بالسنين 49 عام فقط ولكنها طويلة وكبيرة جداً بالأعمال العظيمة الجليلة، لقد جمع الشيخ نزار ريان بين العلم والجهاد ليذكًرنا بسلفنا الصالح فعلاً وعملاً وليس قولاً كما يدّعى البعض، فجاهد في ميدان العلم وجاهد في ميدان الجهاد.

ففي ميدان العلم الشرعي حصل على البكالوريوس في أصول الدين من جامعة محمد بن سعود بالرياض، وحصل على رسالة الماجستير بتقدير امتياز من كلية الشريعة بالأردن، وكان عنوانها الشهادة والشهيد، وحصل على الدكتوراه من جامعة القران الكريم بالسودان بتقدير امتياز وكان عنوان رسالة الدكتواره مستقبل الإسلام.

عاش نزار ريان حياته داخل غزة معلماً وهادياً وواعظا ومصلحاً ومجاهدًا، فكانت له دروس بعد الفجر والعصر يوميا، وتنقل بين معسكرات المجاهدين للعلم والوعظ، وخطيباً لمسجد الخلفاء الراشدين المجاور لمنزله في جباليا المزدحمة بالسكان.

وفي ميدان الجهاد كان يرابط بنفسه بين المجاهدين، واعتقل عدة مرات سنوات عدة، وتنقل بين سجون اليهود وسجون السلطة الموالية لليهود، فلم يضعف ولم يتراجع ويكتفى بالفتوى والعلم النظري، بل قدم ابنه إبراهيم شهيداً عندما وافق أن يقوم ابنه إبراهيم بعملية جهادية ضد مغتصبة صهيونية فقتل ابنه هو ورفيقه ثمانية من المغتصبين، واستشهد ابنه ففرح به وزفّه إلى السماء. وابنه الأخر الأكبر بلال أُصيب من اليهود إصابة بالغة مازال أثرها برجله حتى الآن.

رحمة الله ورضوانه على نزار ريان ابن عسقلان مدينة التاريخ والمجد والجهاد.

رحمة الله ورضوانه على الشيخ المجاهد نزار ريان رئيس قسم الحديث بالجامعة الإسلامية، وعالم الحديث الذي قدم عشرات الأبحاث والرسائل في علوم الحديث وهو يطبق الفهم الصحيح للعمل بالحديث الشريف، بالعمل والجهاد كما فعل سلفنا الصالح أمثال عبد اله بن المبارك وابن تيمية، ولا يتجمد ويتقوقع كما يفعل بعض مدّعي العلم الآن منتظرين علامات الساعة الكبرى...

رحمة الله ورضوانه على نزار ريان أبو بلال الذي عاش من أجل الشهادة، فكانت رسالته للماجستير عن الشهادة والشهيد، فأخذ يحث ويعمل على صناعة الشهيد من أجل استرداد القدس والأقصى أولى القبلتين وكل فلسطين أرض الرباط.

نعم فقد أثبت سلاح الشهادة أنه السلاح الإسلامي الأخطر من السلاح النووي، وكل أسلحة الردع الأرضية...

فكانت حياة نزار ريان مثالاً لحياة الشهداء، وكانت وفاته شهيداً هو وأسرته مثالاً عظيمًا ونادرًا، فقد أبّى الله إلا أن يزف عبده أبو بلال نزار ريان هو وأسرته الكريمة، نساء وأطفال إلى الجنة جميعًا...

الله أكبر، كأن العالم المجاهد قد تواعد هو وزوجاته وأولاده على أن يكن اجتماعهم في الجنة، فكان وعد ودعاء صدق من عالم صادق وأسرة صادقة طيبة، ولبّى الكريم المنان الدعاء وتقبلهم من الشهداء نحسبهم كذلك ولا نزكي على الله أحد.

ويبقى أن الشهيد نزار ريان كانت رسالته للماجستير عن الشهادة فاستشهد، وكانت رسالته للدكتوراه عن مستقبل الإسلام، وكأن شهادته وما حدث في غزة الصامدة درس من الله أن مستقبل الإسلام من هنا، العلم والعمل وجهاد اليهود والشهادة والتضحية والفداء...

ومن دماء شهداء غزة ستتحرر فلسطين، فهي دماء مباركة ووقود لمن خلفهم للمقاومة.

وأخيراً نعم والله مستقبل الإسلام وعودة فلسطين بالعلم والعمل، فمتى يفيق الخاملين والخانعين، وشيوخ التنظير وفلسفة الركون للظالمين، وتأويل كل فعل للخائنين أنه حكمة غائبة عن العاقلين؟!!

رحمة الله ورضوانه على الشهيد عالم الحديث المجاهد نزار ريان وأسرته، وكل شهدائنا الأبرار الأبطال، جمعنا الله وإياهم في الفردوس الأعلى.

ممدوح إسماعيل محام وكاتب
Elsharia5@hotmail.com








المصدر: طريق الإسلام